للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث

في الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -

أخبرنا الشافعي: أخبرنا الدراوردي، عن محمد بن عجلان، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عبد الواحد النصري، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أفرى الفرى من قوّلني ما لم أقل، ومن أرى عينيه في المنام ما لم تريا، ومن ادعى إلى غير أبيه".

هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (١): عن علي بن عياش، عن حريز، عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينيه ما لم تر، أو يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل".

قوله: "أفرى الفرى" أكذب الكذبات فإن الفرية: الكذب، وجمعه الفراء مثل: مرية ومرى، تقول: فرى فلان كذبا: إذا خلقه وافتراه اختلقه والاسم: الفرية.

قوله: "قوَّلني ما لم أقل" أي: قال عني ما لم أقله، فجاء به بلفظ أنيق وخطاب رشيق أي: جعله لحكايته عنه ما لم يقله، كأنه قد حمله على قوله وأن ذلك وإن كنت لم أقله ولم يجر على لساني، فإنه إذا حكاه عني فقد جعلني قائلًا له حيث نسبه إلي، ولكن كأن ذلك منه على جهة الحمل على القول لا أنه صادر عني. وهذا من محاسن الألفاظ ولطائف الخطاب، وأبلغ في المعنى من قوله: قال عني، أو حكى عني، أو أخبر عني وغير ذلك من الألفاظ الدالة على المعنى.


(١) البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>