للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرع الخامس في الإتمام في السفر

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن طلحة [بن] (١) عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة قالت: "كل ذلك قد فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصر الصلاة في السفر وأتم" (٢).

قال الشافعي: إذا كان القصر في السفر والخوف رخصة من الله -جل ثناؤه- كان كذلك القصر في السفر بلا خوف، فمن قصر في السفر والخوف قصر بكتاب الله ثم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن قصر في سفر بلا خوف قصر بنص السنة، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الله تصدق بها على عباده، -ثم استدل بحديث يعلى بن أمية مع عمر بن الخطاب وقد ذكرناه في الفرع الأول، ثم قال: فدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن القصر في السفر بلا خوف صدقة من الله، والصدقة رخصة، لا حتم من الله أن تقصروا.

ثم ذكر حديث عائشة هذا وقد رواه أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن عطاء، عن عائشة "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقصر في السفر ويتم، ويفطر ويصوم" (٣).


= قلت: وهو حديث ضعيف قال المنذري في مختصره (٢/ ٦١): في إسناده علي بن زيد بن جدعان، وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقال بعضهم: هو حديث لا تقوم به حجة لكثرة اضطرابه، وضعفه أيضاً الشيخ الألباني -رحمه الله- في ضعيف أبي داود (٢٦٤).
(١) ما بين المعقوفتين بالأصل [عن] وهو تصحيف.
(٢) وأخرجه البيهقي في المعرفة (٦٠٦٤) -وقال: وكذلك رواه المغيرة بن زياد، عن عطاء، وأصح إسناد فيه، ثم ذكر الحديث الآتي من طريق عمر بن سعيد.
وأخرجه الدارقطني في سننه (٢/ ١٨٩): وقال: طلحة ضعيف.
(٣) وأخرجه الدارقطني في سننه (٢/ ١٨٩)، والبيهقي في المعرفة (٦٠٦٦)، وفي السنن الكبير (٣/ ١٤١) وقال الحافظ في التلخيص (٢/ ٤٤): صحح إسناده -أي الدارقطني- ولفظ تتم وتصوم بالمثناة من فوق، وقد استنكره أحمد وصحته بعيدة، فإن عائشة كانت تتم وذكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>