للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرع الرابع

في موقف الإمام

أخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن أبي حازم قال: "سألوا سهل بن سعد من أي شيء منبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما بقي من الناس أحد أعلم به مني، من أثل الغاب، عمله له فلان مولى فلانة، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صعد عليه؛ استقبل القبلة فكبر ثم قرأ، ثم ركع، ثم نزل القهقرى ثم سجد، ثم صعد فقرأ ثم ركع، ثم نزل القهقرى ثم سجد" وفي نسخة "فسجد" في الموضعين.

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

فأما البخاري (١): فأخرجه عن علي بن عبد الله، عن سفيان وفيه "فاستقبل القبلة وكبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه".

قال البخاري: قال علي بن عبد الله سألني أحمد بن حنبل عن هذا الحديث (٢).

وأما مسلم (٣): فأخرجه عن يحيى بن يحيى وقتيبة، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه "أن نفرًا جاءوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أي عود هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أي عود ومَن عَمِلَه، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول يوم جلس عليه قال:


(١) البخاري (٣٧٧).
(٢) وتمام الكلام (قال: فإنما أردت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أعلى من الناس فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث، قال: فقلت: إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرا فلم تسمه منه؟ قال: لا).
(٣) مسلم (٥٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>