للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الخامس

في الساحر

أخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عائشة، أما علمت أن الله أفتاني في أمر استفتيته فيه" -وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي النساء ولا يأتيهن "أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي والآخر عند رأسي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: وفيم؟ قال: في جف طلعة ذكر في مشط ومشاقة تحت رعونة -أو رعوفة- شك الربيع في بئر ذروان" قال: فجائها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هذه التي أريتها كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين، وكأن ماءها نقاعة الحناء" فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرج، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، فهلا -قال سفيان: يعني تنشرت- قالت عائشة: فقال: "أما والله فقد شفاني، وأكره أن أثير على الناس منه شرًا" قالت: ولبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود.

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم.

أما البخاري (١): فأخرجه عن الحميدي وعبد الله بن محمد، عن سفيان.

وأما مسلم (٢): فأخرجه عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام.

قوله: "أفتاني في أمر استفتيته فيه" يريد: أعلمني بما استعلمته منه وأجاب سؤالي في تعريفي بما أنا فيه.


(١) البخاري (٥٧٦٥، ٦٠٦٣).
(٢) مسلم (٢١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>