للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرع الثالث في الاستعاذة والقراءة والتأمين]

وفيه ستة أنواع:-

[النوع الأول: في الاستعاذة]

أخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان، عن صالح ابن أبي صالح أنه سمع أبا هريرة وهو يؤم الناس رافعًا صوته: ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم -في المكتوبة- وإذا فرغ من أم القرآن (١).

هكذا جاء في المسند "وإذا فرغ" بواو قبل إذا.

والذي رواه البيهقي في السنن والآثار (٢): "إذا فرغ من أم القرآن" بغير واو وهو الظاهر والصواب إن شاء اللَّه -تعالى-، لأنه مع إثبات الواو يقتضي أن يكون يستعيذ قبل أم القرآن وبعدها.

فإن الواو للعطف وهي تقبل معناه؛ فإذا قال: "وإذا فرغ" يستدعي وجودها معطوفًا عليه.

والخلاف في الاستعاذة، إنما هو في محله قبل الفاتحة أو بعدها.

فأما في الجمع بين الحالين فلا.

"عاذ" بالشيء يعوذ به: إذا التجأ إليه وكذلك: استعذت به، وقال: عياذي وملاذي أي ملجأي.

و"الشيطان" في الأصل: العاتي المتمرد من الجن والإنس والدواب، والوارد به إذا أطلق إبليس -لعنه اللَّه- وشياطين الجن، فإذا أريد إطلاقه على غير الجن


(١) وإسناده ضعيف جدًّا، وآفته: إبراهيم بن محمد، وهو متروك.
(٢) معرفة السنن والآثار (٣٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>