للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: شيطان الإنس، وهو من شطن إذا بعد، والنون فيه أصلية ووزنه فيعال، وقيل: هي زائدة ووزنه فعلان فيكون من شيط إذا أحرق، أو من قولهم: استشاط فلان غضبًا إذا اشتد والتهب.

و"الرجيم": المرجوم فعيل بمعنى مفعول، وهو الملعون المْبعد.

و"أم القرآن": فاتحة الكتاب وسيجيء معنى تسميتها فيما بعد.

و"المكتوبة": صلاة الفريضة.

والذي ذهب إليه الشافعي: أنه يستحب أن يتعوذ قبل القراءة وبعد دعاء الاستفتاح في الفرض والنفل.

وبه قال أبو حنيفة، والثوري، والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وقال مالك: لا يتعوذ في المكتوبة؛ ويتعوذ في قيام رمضان. وحكى عن النخعي، وابن سيرين أنهما كانا يتعوذان بعد القراءة، عملًا بظاهر لفظ القرآن وهو قوله -تعالى- {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (١) فعقَّب القراءة بالاستعاذة.

والأكثرون على خلاف ذلك، فإن الإجماع منعقد على أن قول اللَّه -عز وجل- {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (٢) أن الوضوء قبل الصلاة فكذلك التعوذ.

ولفظ التعوذ عند الشافعي: "أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم" بلفظ القرآن، وبه قال أبو حنيفة.

قال الشافعي: وأي كلام استعاذ به أجزأه.

وقال الثوري: يزيد على هذا اللفظ إن اللَّه هو السميع العلم.


(١) النحل: [٩٨].
(٢) المائدة: [٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>