للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر (١)، وأخرج أبو داود (٢) والنسائي (٣) فيها حديثًا عن عمرو بن شعيب، وكلا الحديثين يتضمن أخذ العشر من العسل زكاة.

قوله: "استعملني عليهم" جعلني عاملًا له على قومي، ورئيسًا فيهم ومقدمًا عليهم.

وإنما سمى العسل ثمرة: لأنها شبيهة بالثمرة من حيث أن النحل يثمرها فسماها ثمرة مجازًا، كما يقال للولد: ثمرة الفؤاد ويقال: هذا ثمرة فعلك.

ويجوز أن يكون سماه ثمرة: لأن النحل تجنيه من النبات، فشبهه بالثمرة التي تجتنى من الشجر.


(١) الترمذي (٦٢٩) ولفظ: "في العسل، في كل عشرة أزق زق".
قال أبو عيسى: حديث ابن عمر في إسناده مقال ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب كبير شيء، وصدقة بن عبد الله ليس بحافظ وقد خولف صدقة بن عبد الله في رواية هذا الحديث عن نافع.
ثم ساقه من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن المغيرة بن حكيم موقوفًا.
وقال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ١٦٧).
وقال النسائي: هذا حديث منكر، ورواه البيهقي وقال:
تفرد به صدقة وهو ضعيف.
وقد تابعه طلحة بن زيد عن موسى بن يسار، ذكره المروزي ونقل عن أحمد تضعيفه، وذكر الترمذي أنه سأل البخاري عنه فقال: هو عن نافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، ونقل الحاكم في تاريخ نيسابور عن ابن أبي حاتم عن أبيه قال: حدث محمد بن يحيى الذهلي بحديث كاد أن يهلك ...
(٢) أبو داود (١٦٠٠).
(٣) النسائي (٥/ ٤٦) كلاهما من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:
جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي له واديًا يقال له: سلبة، فحمى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الوادي، فلما ولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ذلك، فكتب عمر -رضي الله عنه- "إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عشور نحله فاحم له سلبه، وإلا فإنما هو ذباب غيث يأكله من يشاء".
وصحح إسناده إلى عمرو بن شعيب الشيخ الألباني -رحمه الله- في الإِرواء رقم (٨١٠) وانظر "التلخيص" (٢/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>