للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في رواية البيهقي: "اتق الله يا أبا الوليد".

ويجوز أن يكون قد جعل قوله: "لا تجيء وألا تجيء" هو المحذور المنفي: اتق مجيئك يوم القيامة بكذا وكذا.

والثؤاج -بضم الثاء المثلثة وبالهمزة-: صوت الغنم، والشاة ثائجة والجمع ثوائج.

وقوله: "إن ذا لكذا" أي إن الحال على هذه الصفة من المجيء يوم القيامة، [فحمل] (١) هذه الحيوانات على الرقاب إذا كانت مأخوذة على سبيل الظلم والتعدي على أرباب الأموال، أو إذا كانت على سبيل الخيانة من الشغالة.

وقوله: "لا أعمل على اثنين أبدا" أي لا ألي الحكم على اثنين ولا أتأمر على أحد، وهذا دليل على كراهية الإمارة والولايات التي كان الولاة فيها، مثل عبادة بن الصامت ومن جرى مجراه، ومن أكابر الصحابة، ومن أشراف الأنصار، وأجلهم قدرًا، فإنه كان شهد العقبات الثلاث وكان نقيبًا بدريًّا وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الذي ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت هذه حاله، فما الظن بعد ذلك الطراز الأول والمنافسين في الولايات، والباذلين الأموال والرشى في تحصيل الأعمال السلطانية، وأخذ الجوائز عليها من أموال الضرائب والمظالم، عصمنا الله وإياكم من الزلل، وسدد كلًا منا ومنكم في القول والعمل به ولطفه.


(١) في الأصل [محمد] وهو تصحيف والمثبت هو مقتضى السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>