للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدم -بضم الهمزة-: ما يؤكل مع الخبز، والإدام بكسر الهمزة مثله.

قوله: "أدم البيت" أي ما كان في البيت مما يؤتدم به غير ما في البرمة.

والبرمة: القدر، وأضاف البرمة إلى اللحم إضافة تخصيص وملابسة كسرج الدابة.

وبريرة: هي جارية عائشة، وإنما لم تطعمه منه لأنها كانت تعلم أن الصدقة عليه حرام، فذكرت علة المنع في الجواب وهو كون ما في القدر صدقة، تابعة لذلك عن ذكر الجواب.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو لها صدقة ولنا هدية منها" فإنها قد ملكت اللحم بالتصدق به عليها, ولها حينئذ أن تتصرف فيه بحسب، إيثارها، فإذا أهدته قبلت هديتها وجاز أكله.

وتفصيل القول في الصدقات: أن الصدقة المفروضة كانت حرامًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي صدقة التطوع قولان، أما آل النبي - صلى الله عليه وسلم -: فتحرم عليهم صدقة الفريضة، وتحل لهم صدقة التطوع، وآله الذين تحرم عليهم صدقة الفريضة: هم بنو هاشم وبنو المطلب.

وقال أبو حنيفة: لا تحرم إلا على ولد العباس، وعلي، وجعفر، وعقيل، والحارث بن عبد المطلب.

وقد أخرج الشافعي في سنن حرملة: عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصدقة المنيحة، تغدو بعس، وتروح بعس".

هذا حديث صحيح أخرج مسلم (١) نحوه.

والعس: القدح الضخم.


(١) صحيح مسلم (١٠١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>