للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخر عن الصلاة تكون تأخيرًا له عن التعجيل، إنما المراد بالتعجيل أن لا يمضي من الليل طائفة كبيرة وهو صائم، فأما قدر الصلاة فلا، على أن تقديمه على الصلاة أولى, لأن لفظ التعجيل يشمله.

وحكمة تعجيل الفطر: هو أن لا يتبرم بالصوم، ولا أن يطول عليه زمانه، وأن يعطي النفس حقها من الأكل والشرب وكسر صورة الجوع الذي أثاره الصوم. والله أعلم.

وقد أخرج الشافعي (١) من رواية حرملة عنه، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن عمها سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يكن تمر فماء فإنه طهور".

هذا الحديث أخرجه أبو داود (٢) والترمذي (٣).

وقد أخرج الشافعي من رواية المزني (٤) عنه: عن مالك, عن نافع، عن ابن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الوصال، فقل: إنك تواصل، فقال: "إني لست مثلكم، إني أطعم وأسقي".

وقد أخرج أيضًا المزني (٥) عنه عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوصال" (٦)، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني".


(١) "المعرفة" (٦/ ٢٨٧).
(٢) أبو داود (٢٣٥٥).
(٣) الترمذي (٦٩٥). وقال: حسن صحيح.
(٤) "السنن المأثورة" (٣٣٨).
(٥) "السنن المأثورة" (٣٣٩).
(٦) في "السنن المأثورة" ثالها ثلاثا.

<<  <  ج: ص:  >  >>