للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة، فإذا خرج الإنسان من مكة إليه يكون قد خرج من الحرم.

وليلة الحصبة: هي ليلة الخروج إلى الأبطح من مكة، والحصبة: موضع فيه الحصباء.

قال الشافعي: إذا اعتمر قبل الحج ثم أقام بمكة حتى ينشئ الحج أنشأه من مكة لا من الميقات.

قال: والذي أختار أن يهل إذا توجه إلى منى، لأن جابرًا روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا توجهتم إلى منى رائحين فأهلوا".

قال: وإن أفرد الحج فأراد العمرة بعد الحج خرج من الحرم ثم أهل من أين شاء.

قال الشافعي: وقد كانت عائشة (رضي الله عنها) ممن حل بعمرة، فعائشة قد اعتمرت في تسع ليال من ذي الحجة مرتين، لأنها دخلت يوم رابع ذي الحجة؛ واعتمرت ليلة الحصباء ليلة أربع عشرة من ذي الحجة بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد، عن محرش الكعبي "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلاً فاعتمر وأصبح بها كبائت".

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مسلم، عن ابن جريج هذا الحديث بهذا الإسناد، وقال ابن جريج: هو محرش.

قال الشافعي: أصاب ابن جريج لأن ولده عندنا: بنو محرش.

هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.

أما أبو داود (١): فأخرجه عن قتيبة بن سعيد [عن] (٢) بن مزاحم، عن أبيه بالإسناد قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الجعرانة، فجاء إلى المسجد فركع ما شاء الله -


(١) أبو داود (١٩٩٦).
(٢) سقط من الأصل والصواب إثباته.

<<  <  ج: ص:  >  >>