للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الترمذي (١): فأخرجه عن قتيبة، عن الليث، عن نافع، عن ابن عمر.

وأما النسائي (٢): فأخرجه عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، عن أبي بشر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه.

وفي الباب: عن جابر، وعائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة.

التلبية: إجابة النداء، وهي آداب الخطاب دالة على تعظيم الداعي في إجابته، وللعلماء في معناها واشتقاقها خلاف، وهي مصدر مبني للكثير والمبالغة، ومعناه: إجابة بعد إجابة لزوما لطاعتك بعد لزوم، فتثنيته للتأكيد ولا تثنية حقيقة.

ويونس بن حبيب -من نحاة البصرة- يثبت في "لبيك" إلى أنها اسم مفرد غير مثنى، وأن ألفها انقلبت ياء لاتصالها بالضم على حد لدي وعلي.

ومذهب سيبويه: أنه مبني بدليل قلبها ياًء مع المظهر.

وأكثر العلماء على [ما] (٣) ذهب إليه سيبويه.

قال ابن الأنباري: ثنو "لبيك" كما ثنو "حنانيك" أي: تحننا بعد تحنين، وأصل لبيك لبيك فاستثقلوا الجمع بين ثلاث ياءات فأبدلوا من الثالثة ياء، كما قالوا في تظنَّيت من الظن تظنيت، وأما اشتقاقها: فإنهم قالوا: هو من قولهم: داري تُلِبُ دارك، أي تواجهها فيكون المعنى: أن اتجاهي وقصدي إليك.

وقيل: معناها مجيئي لك، مأخوذ من قولهم: امرأة لبت إذا كانت محبة لولدها عاطفة عليه.

وقيل: معناها إخلاصي لك، من قولهم: حَسَبٌ لُباب إذا كان خالصًا


(١) الترمذي (٨٢٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) النسائي (٥/ ١٦٠).
(٣) سقط من الأصل والسياق يقتضيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>