للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه قال: كان أهل الجاهلية يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس، ومن المزدلفة بعد أن تطلع الشمس، [ويقولون] (١): "أشرق ثبير كيما نغير، فأخر الله هذه وقدم هذه".

هكذا أخرج هذا الحديث والذي قبله في كتاب الحج من الأمالي، وأخرجها في كتاب "الحج الأكبر" بهذين الإسنادين حديثًا واحدًا، وقال فيه: وزاد أحدهما على الآخر واجتمعا في المعنى، وذكر ما سبق وقال فيه: أبرق ثبير.

وقوله: "أشرق ثبير" جبل بمنى ومزدلفة، وهو منادى قد حذف منه حرف النداء، التقدير: يا ثبير أشرق، أي ادخل في الشروق: وهو نور الشمس، لأنهم كانوا لا يفيضون منها إلا بعد طلوع الشمس على الجبال، يقال: شرقت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت وطلعت.

وقوله في الرواية الأخرى: "أبرق ثبير" فهو من البرق.

تقول: برق البرق وأبرق: إذا لمع نوره.

وقوله: "كيما نغير" أي ندفع للنحر، يقال: أغار يغير إغارة: إذا أسرع ودفع في غدوه.

وقوله: "فأخر الله هذه" يريد الدفع والإفاضة من عرفة آخره إلى أن تغيب الشمس.

وقوله: "قدم هذه" يعني: الدفع والإفاضة من مزدلفة، قدمه قبل طلوع الشمس.

وهذان الحديثان عن ابن خزيمة وطاوس مرسلان، وقد روى البخاري (٢) هذا المعنى عن عمر بن الخطاب من رواية حجاج بن منهال، عن شعبة.


(١) في الأصل [يقول] والمثبت من الأم (٢/ ٢١٢).
(٢) البخاري (١٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>