حصى منها جمرة وهي ثلاث جمرات، وكانت العرب إذا اجتمع منها ثلثمائة فارس فهي جمرة.
قال: وسئل ثعلب عن الجمار التي بمنى، فقال: أصلها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إذا نحيَّته، والأصل في هذا أن الجمار: الحصى فسميت بذلك، ولهذا جاء في الحديث الآخر:"الاستجمار في الطهارة" وهو الاستنجاء بالأحجار واستعمالها في ذلك.
والخذف -بالخاء والذال المعجمتن-: رمي الحصات مثل: حصى الخذف.
وفي رواية الباقين:"بمثل حصى الحذف" فأما في رواية الشافعي فإنه أراد بالجمار الحصى، وأما بإثبات الباء فإنه يريد الموضع المرمية بالحصى التي تسمي جمارًا، وهي الأماكن الثلاثة بمنى.
قال الشافعي: وحصى الخذف أصغر من الأنملة طولًا وعرضًا.
ومنهم من قال: كقدر النواة.
ومنهم من قال: مثل الباقلاء.
وكل هذه المقادير متقاربة، لأن الخذف لا يكون إلا بالصغير، فإن رمى بحجر كبير أجزأه لوقوع الاسم عليه.
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان، عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه من بني تيم يقال له: معاذًا أو ابن معاذ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينزل الناس بمنى منازلهم وهو يقول: "ارموا بمثل حصى الخذف".
هذا الحديث أخرجه أبو داود والنسائي.
أما أبو داود (١): فأخرجه عن أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ،