(٢) هكذا عزاه للترمذي، ولم أقف عليه عنده مسنداً -وما أراه أسنده فيما يتداول بيننا من مصنفاته- وقد ذكره الترمذي معلقًا، قال: وفي الباب عن أبي الحكم بن سفيان ... وقال بعضهم: سفيان بن الحكم، أو الحكم بن سفيان واضطربوا في هذا الحديث الجامع (١/ ٧٢). وقال في العلل الكبير رقم (٢٧): سألت محمدًا عن حديث منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان أو أبي الحكم، أو سفيان ابن الحكم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ؟ الحديث. فقال: الصحيح ما روى شعبة ووهيب وقالا: عن أبيه. وربما قال ابن عيينة في هذا الحديث: عن أبيه، وقال شعبة، عن الحكم أو أبي الحكم، عن أبيه. قال محمد: وقال بعض ولد الحكم بن سفيان: إن الحكم لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره اهـ. وقد عزاه البيهقي في المعرفة (١/ ٣٥٠) إلى الترمذي وعنه نقل المصنف ثم ساقه البيهقي بإسناده قال: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ، قال: حدثنا علي بن عيسى، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، قال: حدثنا ابن أبي عمر فذكره. وكذلك أخرجه في السنن الكبير (١/ ١٦١): وقال: رواه أبو عيسى الترمذي عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة عن منصور وابن أبي نجيح هكذا، وقال في الحديث: "ثم توضأ ونضح فرجه بالماء". ومما يؤكد أن الترمذي لم يسنده في جامعه، أن المزي في التحفة (٣/ ٧٠) عزاه إلى أبي داود (١٦٦ - ١٦٨)، والنسائي (١/ ٨٦)، وفي الكبرى (١٣٥)، وابن ماجه (٤٦١) من طرق كثيرة عن الحكم ثم أطال النفس في ذكر اختلاف طرقه. وقال في تهذيب الكمال -ترجمة الحكم بن سفيان-: اختلف عليه -أي: مجاهد- فيه على عشرة أقوال ثم قال: روى له -أي الحكم- أبو داود، والنسائي، وابن ماجه هذا الحديث الواحد. قلت: وقد أعله الذهبي في الميزان (١/ ٥٧٠) بالاضطراب وقال: قد اضطرب فيه منصور عن مجاهد ألوانًا وقال الحافظ في التهذيب -ترجمة- الحكم بن سفيان-: قال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه: الصحيح الحكم بن سفيان، عن أبيه، وكذا قال الترمذي في "العلل" عن البخاري، والذهلي عن ابن المديني، وصحح إبراهيم الحربي وأبو زرعة وغيرهما أن للحكم بن سفيان صحبة، =