للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: "فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" (١) وذكر الزيادة التي في الرواية الثانية، وكذلك أبو داود.

وقد روى هذا الحديث جماعة من الأئمة، منهم الحجاج بن أرطاة وجعفر بن ربيعة، عن الزهري، عن عروة.

ورواه هشام بن عروة، عن أبيه.

ورواه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري وكلهم ثقة حافظ. قال الدارمي: قلت ليحيى بن معين: ما حال سليمان بن موسى في الزهري؟ فقال: ثقة.

والعجب أن بعض من يسوي الأخبار على مذهبه يحكي أن ابن جريج سأل ابن شهاب عن هذا الحديث فأنكره، ثم يرويه عن [ابن] (٢) أبي عمر، عن يحيى بن معين، عن ابن علية، عن ابن جريج، وقد اختصر الحكاية عن ابن معين فلم يبن الغرض منها، والحكاية: أن ابن معين كان يوهن رواية ابن علية عن ابن جريج، عن الزهري، وأنه أنكر معرفة سليمان بن موسى، وقال: لم يذكره عن ابن جريج غير ابن علية، وإنما سمع ابن علية من ابن جريج سماعًا ليس بذاك؛ إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز، وضعف يحيى بن معين رواية ابن علية عن ابن جريج جدًّا.

قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس يصح في هذا شيء إلا حديث سليمان بن موسى.

وقال في رواية مِنْدَل عن هشام بن عروة عن أبيه: هذا ليس بشيء.

فيحيى بن معين إنما ضعف رواية مِنْدل، وصحح رواية سليمان بن موسى،


(١) هذا لفظ الترمذي (١١٠٢) فقد رواه عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن ابن جريج به، ولعله قد وقع سقط في الأصل، حيث لم يذكر المؤلف طريق الترمذي، ويدل عليه قوله: وكذلك أبو داود وأما لفظ أبي داود فمثل لفظ المسند: "فنكاحها باطل ثلاث مرات ... "، ثم ذكر الزيادة.
(٢) ليست في "الأصل" والمثبت من المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>