للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أبو داود فأخرج (١) الرواية الثانية عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثابت.

وأما الترمذي فأخرج (٢) الثانية عن قتيبة، عن حماد، عن ثابت.

وأخرج الأولى (٣) عن ابن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد.

وأما النسائي فأخرج (٤) الثانية عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك.

قوله: "أسهم الناس المنازل" أي أقرع بينهم، تقول ساهمت فلانًا أي قارعته، وسهمته أَسْهَمُه -بالفتح- إذا قرعته، وتساهم القوم: تقارعوا، واستهموا: اقترعوا، فكان معنى "أسهم الناس" أي حملهم على المساهمة وجعل لهم في المنازل سهمًا، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة وهاجر المسلمون إليه لم يكن لهم بها منازل يسكنونها ويأوون إليها، فاستهم الأنصار فيما بينهم أن يسكنوهم في منازلهم معهم، فاقترعوا على المهاجرين، فوقع كل واحد من المهاجرين عند أنصاري، فكان عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين في سهم سعد بن الربيع الأنصاري، فيكون "الناس" على هذا التقدير منصوبًا؛ لأنه مفعول به، و"المنازل" منصوبة على الظرف، ويجوز أن يكون "الناس" مرفوعًا؛ لأنه فاعل أسهم، ويريد بهم الأنصار لأنهم أسهموا المهاجرين في منازلهم، والمفعول محذوف لدلالة الحال عليه، والوجه: الأول.


(١) أبو داود (٢١٠٩).
(٢) الترمذي (١٠٩٤).
(٣) الترمذي (١٩٣٣).
(٤) النسائي (٣٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>