للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والعس": القدح الضخم.

"والراحلة": البعير القوي على الأسفار والأحمال، هذا هو الأصل ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل بعير.

ومعنى قوله: "كأني ألقيت عني جبلًا"، يريد ما كان نحوه من ثقل الجنابة التي كانت تمنعه من العبادة؛ وتحول بينه ويين الطاعة.

وهذا هل يختص بالأرواح دون الأجسام؟ ألا تراه جعل نفسه هالكًا فقال: هلكتُ يا رسول اللَّه؟! فسمى ترك الغسل وفوات الصلاة على الوجه المشروع هلاكًا, ولا ثقل أثقل من الهلاك.

وقوله: "الصعيد الطيب" يريد الذي ينبت، كذا ذكر أهل التفسير (١).

وفي ذلك دليل: على المنع من التيمم بغير التراب، كالجص والحجر وأشباه ذلك لأنه لا ينبت.

وقيل: أراد "بالطيب": الطاهر.

والذي ذهب إليه الشافعي وأكثر الأئمة من الصحابة والتابعين والمجتهدين: أن الجنب إذا لم يجد الماء تيمم وصلى.

وقد حكي عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، والنخعي: أنه لا يجوز له


(١) وهو قول لبعض المفسرين ولم يتفقوا عليه.
قال ابن جرير: أهل التأويل اختلفوا فيه، فقال بعضهم: هو الأرض الملساء التي لا نبات فيها، ولا غراس. وقال آخرون: بل هو الأرض المستوية.
وقال آخرون: بل الصعيد: التراب.
وقال آخرون: الصعيد: وجه الأرض.
وقال آخرون: بل هو وجه الأرض ذات التراب والغبار.
وأولى ذلك بالصواب قول من قال: هو وجه الأرض الخالية من النبات والغروس والبناء المستوية جامع البيان (٤/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>