للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحيض، وكانت الآية محتملة لما قال، ومحتملة أن اعتزالهن اعتزال جميع أبدانهن؛ فدلت سنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على اعتزال ما تحت الإزار منها وإباحة فوقه وذكر الحديث.

والذي ذهب إليه الشافعي: أن الاستمتاع بما فوق الإزار؛ وهو ما فوق السرة وبما تحت الركبة جائز بالإجماع، وأما بينهما هو داخل تحت الإزار فإن الوطء فيه محرم؛ نص عليه في الأم وأحكام القرآن.

وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وأبو يوسف.

وذهب الثوري، والأوزاعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود، ومحمد بن الحسن، وغيرهم: إلى جواز ذلك.

وقد أخرج الشافعي من رواية المزني عنه، عن مالك؛ عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: "كنت أُرَجِّلُ رأس رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض".

"الترجيل": التسريح والغسل.

وقد أخرج في كتاب حرملة، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: "كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا في المسجد؛ فأخرج إليَّ رأسه فغسلته وأنا حائض".

وهاتان الروايتان من حديث عائشة.

وهو حديث صحيح له طرق كثيرة؛ وقد أخرجه الجماعة (١) بأسرهم على اختلاف ألفاظهم واتفاقها.


(١) البخاري (٢٩٥)، ومسلم (٢٩٧)، وأبو داود (٢٤٦٧ - ٢٤٦٩)، والنسائي (١/ ١٤٧ - ١٤٨)، وابن ماجه (٦٣٣) ومالك في الموطأ (١/ ٧٦ رقم ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>