قال البيهقي: لا اختلاف بينهم في الحقيقة لأن مرادهم أن ذلك بعد مضي أربع سنين وقيل استكمال خمس، ولا شك أن المشركين لما انصرفوا عن أحد، وَاعَدُوا المسلمين إلى بدر العام القابل، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كما تقدم في شعبان سنة أربع، ورجع أبو سفيان بقريش لجدب ذلك العام، فلم يكونوا ليأتوا إلى المدينة بعد شهرين، فتعين أن الخندق في شوال من سنة خمس. (١) وهم المصنف -رحمه اللَّه- في رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من قول عمر رضي اللَّه عنه. وقد أخرج هذا الأثر أبو نعيم في الحلية (١/ ١٢٩)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١١٥). عن زيد بن وهب قال: كنت جالسًا في القوم عند عمر إذ جاء رجل نحيف قليل، فجعل عمر ينظر إليه ويتهلل وجهه ثم قال .. فذكره ثلاثًا، واللفظ لابن سعد.