للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركون عن الصلاة يومئذ حتى غربت الشمس.

و"بعيد": تصغير بعد، وهذا تصغير تقريب؛ أي أن الزمان الذي كان قد عبر المغرب؛ كان قريبًا ولم يكن بعيدًا؛ والتصغير ينقسم إلى أقسام:-

تصغير هو تصغير على الحقيقة، وذلك يختص بالأجسام نحو: جَبَل وجُبَيْل.

وتصغير تحقير: ويختص بالأقدار والأنفس، نحو: مَلِك ومليك.

وتصغير تقريب: مثل ما ذكرناه ويختص بالظروف من المكان والزمان.

وتصغير تقليل: ويختص بالأعداد نحو: مال ومويل.

وتصغير تعظيم: كقوله - صلى الله عليه وسلم - "كنيف مُلِئ علمًا" في حق عبد اللَّه بن مسعود (١).

"الهوي": بفتح الهاء وكسر الواو وتشديد الياء -الطائفة من الليل.

وقوله: "حتى كفينا" أي اندفع المشركون عنا؛ وكفانا اللَّه شرهم وهو قوله


= كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس من الهجرة، نص على ذلك ابن إسحاق، وعروة بن الزبير، وقتادة، والبيهقي وغير واحد من العلماء سلفًا وخلفًا، وقد روى موسى بن عقبة عن الزهري أنه قال: ثم كانت وقعة الأحزاب في شوال سنة أربع، وكذلك قال الإِمام مالك بن أنس فيما رواه أحمد بن حنبل، عن موسى بن داود عنه.
قال البيهقي: لا اختلاف بينهم في الحقيقة لأن مرادهم أن ذلك بعد مضي أربع سنين وقيل استكمال خمس، ولا شك أن المشركين لما انصرفوا عن أحد، وَاعَدُوا المسلمين إلى بدر العام القابل، فذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كما تقدم في شعبان سنة أربع، ورجع أبو سفيان بقريش لجدب ذلك العام، فلم يكونوا ليأتوا إلى المدينة بعد شهرين، فتعين أن الخندق في شوال من سنة خمس.
(١) وهم المصنف -رحمه اللَّه- في رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من قول عمر رضي اللَّه عنه.
وقد أخرج هذا الأثر أبو نعيم في الحلية (١/ ١٢٩)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١١٥).
عن زيد بن وهب قال:
كنت جالسًا في القوم عند عمر إذ جاء رجل نحيف قليل، فجعل عمر ينظر إليه ويتهلل وجهه ثم قال .. فذكره ثلاثًا، واللفظ لابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>