قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية: ومن الإيمان باللَّه، الإيمان بما وصف به نفسه من غير تحريف في كتابه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن اللَّه سبحانه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ثم شرع -رحمه اللَّه- في ذكر الأدلة على ذلك وذكر جملة من صفات اللَّه تعالى فنقل في صفة اليد قوله تعالى. {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} و {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}. قال الشيخ خليل هراس -رحمه اللَّه:- تضمنت هاتان الآيتان إثبات اليدين صفة حقيقية له سبحانه على ما يليق به ... ، ولا يمكن حمل اليدين هنا على القدرة، فإن الأشياء جميعها حتى إبليس خلقها اللَّه بقدرته فلا يبقى لآدم خصوصية يتميز بها. وأيضًا فلفظ اليدين بالتثنية لم يعرف استعماله إلا في اليد الحقيقية ولم يرد قط بمعنى القدرة أو النعمة فإنه لا يسوغ أن يقال: خلقه اللَّه بقدرتين أو بنعمتين، على أنه لا يجوز إطلاق اليدين بمعنى النعمة أو القدرة أو غيرها إلا في حق من اتصف باليدين على الحقيقة، ولذلك لا يقال للريح يد ولا للماء يد (٢) ولا يتوهم من =