للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والولد مخدج، وخدجت تخدج خداجًا فهي خادج، والولد خديج، وكِلَا المعنيين دائر على نقص مفسد: إما في تمام الأيام، أو في تمام الخلقة.

وقوله: "فهي خداج" أي وهي ذات خداج لأن الخداج مصدر، والمصدر لا يوصف به إلا بذي للمذكر؛ وذات للمؤنث تقول: مررت برجل ذي قيام، وامرأة ذات قيام.

والفاء في "فهي" لا حاجة إليها، وإن كان لوجودها أثر صالح وفائدة حسنة، لأن خبر المبتدأ لا يحتاج إلى فاء تقول: كل عبد لي حر، وعليه قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (١).

و {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (٢).

فأما دخولها في هذا الموضع وأمثاله، فإنما يكون مع الإشمال (٣) له يتضمن نوعًا من الشرط، ولها موضعان:

أحدهما: الأسماء الموصولة إذا كانت صلتها فعلًا وظرفًا كقوله تعالى {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٤) وكقوله قوله {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} (٥).

وأما قوله {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (٦) وأمثاله فإن الخبر عند سيبويه محذوف تقديره: وما يتلى عليكم السارق والسارقة. والمُبَرِّد يحمله على الباب.

والموضع الثاني: النكرات الموصوفة إذا كانت صفتها فعلًا وظرفًا كقولك: كل رجل يأتيني فله درهم، وكل رجل في الدار فله درهم، وهذا الحديث هو من النكرة الموصوفة بالفعل.

والفرق بين دخول الفاء وعدمها أن الدرهم مع الفاء يُسْتَحَقُّ بالإتيان ولا


(١) آل عمران: [١٨٥].
(٢) المدثر: [٣٨].
(٣) الشمل: هو الاجتماع.
(٤) البقرة: [٢٧٤]
(٥) النحل: [٥٣].
(٦) المائدة: [٣٨]

<<  <  ج: ص:  >  >>