للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزل فجمع بينهما.

وأما الترمذي (١): فأخرجه عن هناد، عن عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر "أنه استغيث على بعض أهله فجدَّ به السير، فأخر المغرب حتى غاب الشفق ثم نزل فجمع بينهما، ثم أخبرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك إذا جد به السير".

وأما النسائي (٢): فأخرجه عن قتيبة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر وقال: جد به السير.

فقال في أخرى: جدَّ به السير أو حزبه أمر.

و"العجلة": هو البطرُ، وقد عَجِل -بالكسر- ورجل عجل وعجول وعجلان، ويجوز أن يكون عجل وعجل.

و"جدَّ" به السير يجد: إذا أسرع، وأصله من قولك جدَّ في الأمر يجد ويجد وأجد فيه يجد: إذا اجتهد، ويقولون: هو على جد أمر أي على عجلة أمر.

والشفق: هو الحمرة الباقية في الأفق بعد مغيب الشمس.

وإليه ذهب الشافعي، وروى ذلك عن عمر، وابن عمر، وابن عباس، وهو قول: مكحول، وطاوس، ومالك، والثوري، وابن أبي ليلى، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن حنبل، وإسحاق.

وقال أبو حنيفة: هو البياض الذي يبقى في الأفق بعد مغيب هذه الحمرة.

وروي ذلك عن إبراهيم، وبه قال عمر بن عبد العزيز، والأوزاعي وقد جاءت اللغتان معا فهو من الأضداد.

وقوله: "لا يسبح بينهما" يريد بالسُبحة النافلة من الصلاة وقد تقدم بيانها.

وقوله: استغيث على أهله أي استعجل في مسيره وذلك أن زوجة عبد الله


(١) الترمذي (٥٥٥) وقال: حسن صحيح.
(٢) النسائي (١/ ٢٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>