للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو ثور، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجَرَّاح ويحيى بن آدم.

وقد يَسْتدِلُ بهذا الحديث؛ من يرى أن سؤر السباع نجس؛ لقوله: "وما ينوبه من السباع" فلولا أن شرب السباع منه ينجسه لم يكن لمسألتهم عنه، ولا لجوابه إياهم بهذا الكلام معنى.

وقد يحتمل أن يكون ذلك من أجل أن السباع إذا وردت المياه خاضتها وبالت فيها، وذلك كالمعتاد من طباعها، وقلما يخلو أعضاؤها من لوث أبوالها وأرواثها؛ وقد ينتابها في جملة السباع الكلاب وسؤرها نجس، واللَّه أعلم.

وأخبرنا الشافعي، أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، بإسناد لا يحضرني ذكره -أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الماء قلتين لم يحملْ نَجَسًا". قال في الحديث: بقلال هجر.

قال ابن جريج: وقد رأيتُ قِلالَ هَجَر، فالقلة تَسَعُ قربتين وشيئًا.

هذا الحديث أخرجه الشافعي في كتاب اختلاف الحديث (١)، هكذا عن ابن جريج، ولم يذكر تمام الإسناد، وقد رواه غيره (٢) عن ابن جريج، قال: أخبرني محمد أن يحيى بن عقيل أخبره أن يحيى بن يعمر أخبره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الماء قلتين لم يَحْمِلْ نَجَسًا ولا بأسًا" قال: فقلت ليحيى بن عقيل: قلال هجر؟ قال: قلال هجر.

ومحمد هذا الذي حَدَّثَ عنه ابن جريج، هو محمد بن يحيى، يحدث عن


(١) وعنه البيهقي في السنن الكبير (١/ ٢٦٣).
(٢) أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٢٤)، والبيهقي في السنن الكبير (١/ ٢٦٣) كلاهما من طريق ابن جريج.
قال الحافظ في التلخيص (١/ ١٩): قال الحاكم أبو أحمد: محمد -شيخ ابن جريج- هو محمد بن يحيى، له رواية عن يحيى بن أبي كثير أيضًا.
قلت (الحافظ): وكيف ما كان فهو مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>