للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غرض الشافعي من هذا الحديث: بيان أن النوافل ما كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -

يصلونها يوم العيد قبل الصلاة حتى في المسجد، وإنما كانوا يصلونها بعد فراغهم من الصلاة.

وكل هذا تأكيد لما ذهب إليه، وذلك أنهم بعد الرجوع يكونون قد قضوا ما أرادوا من صلاة العيد، وتكون صلاتهم في المسجد بعد الرجوع غير معدوقة (١) العيد ولا مضافة إليه بخلاف ما لو صلوها في المصلى عقيب صلاة العيد لكانت منسوبة إلى العيد، وهذا جميعه لبيان، أنها لم تكن للعيد نافلة مسنونة.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- عن مالك، عن نافع،: " [أن ابن عمر] (٢) لم يكن يصلي يوم الفطر قبل الصلاة ولا بعدها".

هذا حديث صحيح أخرجه الموطأ، والترمذي.

فأما الموطأ (٣): فأخرجه إسنادًا ولفظًا.

وأما الترمذي (٤): فأخرجه عن الحسين بن حريث -أبي عمار- عن وكيع، عن أبان بن عبد الله البجلي، عن أبي بكر بن (٥) حفص -وهو: ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص- عن ابن عمر: "أنه خرج يوم عيد ولم يصل قبلها ولا بعدها، وذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعله".

رواية الشافعي أكمل الروايتين، لأن الشافعي قال: لم يكن يصلي يوم الفطر وهذا عام في الأعياد وحكاية حال مستمرة له.

ورواية الترمذي: "أنه خرج يوم عيد" وهو حكاية عن حال واحد في عيد واحد.


(١) عَدَق الشي يعدقه عدقًا، أي: جَمَعَه. اللسان مادة: عدق.
(٢) ما بين المعقوفتين بالأصل [عن ابن عمر أن عمر] وهو تصحيف، والتصويب من مطبوعة المسند (٤٤٦)، والمعرفة للبيهقي (٥/ ٩٢).
(٣) الموطأ (١/ ١٦٢ رقم ١٠).
(٤) الترمذي (٥٣٨) وقال: حسن صحيح.
(٥) زاد بالأصل قبل حفص (أبي) وهي زيادة مقحمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>