للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وكذلك رواه: إبراهيم بن حمزة والمعلي بن منصور وأبو الجماهر، عن عبد العزيز موصولاً] (١) (٢).

"الخميصة": كساء أسود له علامان، فإن لم يكن معلمًا فليس بخميصة.

وقوله: "والخميصة" لا تكون إلا سوداء زيادة في البيان, لأنه ربما اتسع في الخميصة فأطلقت على كساء غير أسود مجازًا لكثرة الاستعمال.

والذي أخرج له الشافعي هذا الحديث: هو أنه يستحب أن يجعل طرف ردائه الأسفل إلى جهة فوق؛ ويجعل الذي على شقه الأيسر على عاتقه الأيمن، والذي على عاتقه الأيمن على عاتقه الأيسر، فيجمع بين التحويل والتنكيس لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - همَّ بذلك ثقلت عليه قلبها على عاتقيه.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني خالد بن رباح، عن المطلب بن حنطب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند المطر: "اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاءً ولا هدم ولا غرق، اللهم على الظراب ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا".

تقول: سقى الله الناس الغيث وأسقاهم والاسم: السقيا -بالضم- فأما سَقيًا -بالفتح- فهو مصدر.

والظراب: قد ذكره في حديث أنس أولاً.

وهذا الدعاء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو به عند نزول الغيث، فإنه كان إذا هبت الريح أو نزل الغيث تغير لونه وأقبل وأدبر وخاف لئلا يكون نزول عذاب، فكان


(١) ورواه أيضًا نعيم بن حماد، والحميدي، وسريج بن النعمان، وعلي بن بحر، وقتيبة بن سعيد وغيرهم, عن عبد العزيز وانظر تحفة الأشراف (٤/ ٣٣٧ - ٣٣٨)، وإتحاف المهرة للحافظ ابن حجر (٦/ ٦٣٥).
(٢) جاءت مكررة بالأصل لكن ذكره عن [عبد الله بن يزيد] مكان [عبد العزيز] وأظنه أراد أن يضرب على هذه الفقرة فسها وانظر المعرفة (٥/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>