للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٥ - (٢٢٨) ثبت فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجالهلية، ومُطلب دم امرئ بغير حق ليُهريق دمه} أخرجه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب الديات: باب من طلب دم امرئ بغير حق (٩/ ٧) (الفتح ١٢/ ٢١٠).

شرح غريبه:

ملحد في الحرم: أصل الإلحاد: الميل والعدول عن الشيء (النهاية/ لحد/٤/ ٢٣٦). فالملحد: المائل عن الحق (الفتح ١٢/ ٢١٠) وهو العادل عن القصد أي الظالم.

الحرم: حرم مكة، وقيل: المقصود ثبوت الإلحاد ودوامه، والنون للتكثير أي صاحب الإلحاد الكثير أو العظيم، أو الظلم في أرض الحرم بتغيرها عن وضعها أو تبديل أحكامها أو نحوه (شرح الكرماني ٢٤/ ١٤) والملحد يستعمل في العرف للخارج عن الدين فإذا وصف بها من ارتكب معصية كان في ذلك إشارة إلى عظمها، وقيل: أراد ثبوت الصفة فعبر عنها بالجملة الاسمية، والتنكير للتعظيم إشارة إلى عظم الذنب (العمدة ٢٤/ ٤٤) (الفتح ١٢/ ٢١٠).

مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية: أي يكون له حق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لايكون له فيه مشاركة كوالده أو ولده أو قريبه. وقيل: من يريد بقاء سيره الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها، وسنة الجاهلية: اسم جنس يعم جميع ما كانوا يعتمدونه من أخذ الجار بجاره والحليف بحليفه ونحو ذلك. ويلحق به ما كانوا يعتقدونه والمراد مما جاء الإسلام بتركه كالتطير والكهانة وغير ذلك، ويدخل من طلب بدم الجاهلية في الإسلام (الفتح ١٢/ ٢١١)

مطلب: مفتعل من الطلب والمراد من يبالغ في الطلب، أو المتكلف للطلب بغير حق احترازاً عمن يقع له مثل ذلك لكن بحق كطلب القصاص مثلاً (الفتح ١٢/ ٢١١). ومطلبها: من يريد بقاءها وإشاعتها وتنفيذها وقال: مبتغ، مطلب سنتها ولم يقل فاعلها (شرح الكرماني ٢٤/ ١٤).

ليهريق: الهاء بدل من همزة أراق يريق إراقة، وهراقه يهريقه هراقة (النهاية/ هرق/٥/ ٢٦٠) والمراد الطلب المترتب عليه الإهراق، أو ذكر التطلب ليلزم الإهراق بالطريق الشرعي ففيه مبالغة (شرح الكرماني ٢٤/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>