للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) اختلفت الأحاديث في بيان خير الأعمال أو أفضلها وجمع بينها: إما بأن أفضل لايراد بها الفضل المطلق، أو أن يكون المراد من خير الأعمال أو من أفضلها والله أعلم، ولايمنع كونه في بعض الطرق عطف بثم لأن ثم قد تكون للترتيب في الذكر لا في الحكم (النووي ٢/ ٧٧، ٧٨) (الفتح ٢/ ٩).

وقيل: إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص أو من هو مثل حاله، أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنها المراد: كأن يكون العمل أفضل الأعمال بالنسبة إلى المخاطبين يذلك، أو من هو في مثل حالهم، أو من هو في صفاتهم، وقد يكون الأفضل في حق هذا مخالفاً للأفضل في حق ذاك بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به (إحكام الأحكام ٢/ ١٢).

(١) في الحديث الحث على المحافظة على الصلاة في وقتها. وفي أدائها في أول الوقت احتياط لها ومبادرة إلى تحصيلها في وقتها.

(٢) حسن المراجعة في السؤال، وصبر المفتي والمعلم على من يفتيه أو يعلمه، واحتمال كثرة مسائله، مع رفق المتعلم بالمعلم، ومراعاة مصالحه، والتوقف عن الإكثار عليه خشية ملاله (شرح النووي ٢/ ٧٩).

(٣) فضل تعظيم الوالدين وأن أعمال البر يفضل بعضها على بعض (الفتح ٢/ ١٠).

(٤) تخصيصه صلى الله عليه وسلم هذه الثلاثة بالذكر؛ لأنها عنوان على ما سواها من الطاعات فمن حافظ عليها كان لما سواها أحفظ، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع (الفتح ٦/ ٤).

(١) حرص الصحابة على الخير وسؤالهم عن أحب الأعمال إلى الله تعالى طلباً لمعرفة ما ينبغي تقديمه منها، وحرصاً على الأفضل ليتأكد القصد إليه، وتشتد المحافظة عليه (إحكام الأحكام ٢/ ٧).

(٢) أن الفضائل لاتدرك بالقياس وإنما هي إحسان من الله تعالى لمن شاء (الفتح ٦/ ٥).

٤٧٤ - (٢٣٦) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله قال: من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلىّ عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته} رواه البخاري.

التخريج:

خ: كتاب الرقاق: باب التواضع (٨/ ١٣١) (الفتح ١١/ ٣٥٤).

شرح غريبه:

مساءته: حياته؛ لأن بالموت يبلغ إلى النعيم المقيم لا في الحياة، أو لأن حياته تؤدي به إلى أرذل العمر وتنكس الخلق والرد إلى أسفل سافلين، أو أكره مكروهه الذي هو الموت فلا أسرع بقبض روحه (شرح الكرماني ٢٣/ ٢٣).

الولي: مشتق من الولاء وهو القرب (المفردات للراغب/٥٣٣) والولي المؤمن التقي قال الله تعالى:

{ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون} [يونس: ٦٢، ٦٣] وينقسمون إلى: سابقين ومقتصدين، وولي الله ضد عدو الله (مجموع الفتاوى ١٠/ ٥٨، ٥٩).

آذنته: أعلمته، والإيذان: الأعلام ومنه أخذ الأذان (النهاية/ أذن/١/ ٣٤).

فضل هذا الحديث:

قال شيخ الإسلام هذا أشرف حديث يروى في صفة الأولياء (مجموع الفتاوى ١٨/ ١٢٩).

الفوائد:

(١) وجوب التقرب إلى الله بالفرائض قبل النوافل، والتقرب بالنوافل إنما يكون تقرباً إذا فعلت الفرائض (مجموع الفتاوى ١٠/ ٦، ٧) وقد ذكر الحديث النوعين: الأبرار أصحاب اليمين وهم المتقربون إلى الله بالفرائض: يفعلون ما أوجب عليهم، ويتركون ما حرم، ولا يكلفون أنفسهم بالمندوبات ولا الكف عن فضول المباحات، أما السابقون المقربون: فتقربوا بالنوافل بعد الفرائض ففعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، فلما تقربوا إليه بجميع

<<  <  ج: ص:  >  >>