الطريق الثاني: رجال إسناده عند ابن ماجه:
وهو يلتقي مع إسناد الترمذي في عبد الله بن نافع ومن فوقه، وبقي شيخ ابن ماجه وهو:
عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي: تقدم، وهو ثقة حافظ متقن. (راجع ص ٢١٥)
درجة الحديث:
الحديث ضعيف لضعف أبي المثنى، كما أن عبد الله بن نافع في حفظه لين ومدار الطرق عليهما، وباقي رجاله ثقات سوى مسلم وهو صدوق.
وقد قال الترمذي في السنن: حسن غريب لانعرفه إلا من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه.
ويضاف إلى ماسبق الانقطاع بين أبي المثنى وهشام بن عروة:
قال الترمذي في (العلل الكبير ٢/ ٦٣٨): " سألت محمداً عن حديث أبي المثنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحايا فقال: هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة ".
لكن البيهقي قال في (الكبرى ٩/ ٢٦١): " رواه ابن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن أبي المثنى عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها، وعن عمه موسى بن عقبة: هكذا بالشك " وذكر الحديث.
وراجعت صحيح ابن خزيمة: كتاب المناسك فلم أجد الحديث فلعله أورده فيما بعد إذا كان عقد كتابا للأضاحي.
وعلى فرض اتصاله في رواية ابن خزيمة فإن أبا المثنى ضعيف وكذا عبد الله بن نافع، ولم يوجد من الروايات ما يقوي هذه الرواية.
وحديث ابن عباس رضي الله عنه:
ضعيف جداً وقد ضعفه البيهقي بعدما رواه، وضعفه الهيثمي في (المجمع ٤/ ١٧). وقد تعقب الذهبي الحاكم حين صحح الحديث في (المستدرك ٤/ ٢٢٢) قال الذهبي: سليمان واه وبعضهم تركه.
وممن ضعف الحديث:
البغوي في (شرح السنة ٤/ ٣٤٣).
والمنذري في (الترغيب والترهيب ٢/ ٩٨).
وابن الجوزي في (العلل المتناهية ٢/ ٧٩).
وذكره الذهبي في (الميزان ٤/ ٥٦٩).
وابن حبان في (المجروحين ٣/ ١٥١) في ترجمة أبي المثنى.
وقال ابن العربي في (العارضة ٦/ ٢٨٨): ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، وقد روى الناس فيها عجائب.
وخالف السيوطي فحسن الحديث في (الجامع الصغير ومعه الفيض ٥/ ٤٥٨) وتعقبه المناوي.
ومن المعاصرين:
ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع ٥/ ١٠٣)، (ضعيف جه/٢٤٧)، (ضعيف ت/١٧٤)، وفي (السلسلة الضعيفة ٢/ ١٤).
والأرناؤط في تعليقه على (جامع الأصول ٩/ ٤٦٦).
واختار صاحب (المرعاة ٥/ ١٠٣) القول بتحسين حديث عائشة لشواهده وذكر أن في فضل الأضحية أحاديث لايخلو واحد منها عن كلام ويشد بعضها بعضاً، ويقبل مثلها في فضائل الأعمال، والأحاديث في (الترغيب والترهيب ٢/ ٩٨ - ١٠١) وفي (مجمع الزوائد ٤/ ١٧، ١٨)، وانظر (الدر المنثور ٤/ ٣٦١).