٥٢٣ - (٢٥٤) حديث أبي قتادة بن رِبعي الأنصاري رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرّ عليه بجنازة فقال: {مستريح ومستراح منه}
قالوا: يارسول الله ما المستريح، وما المستراح منه؟ . قال: {العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب} رواه البخاري واللفظ له ومسلم بنحوه ورواه النسائي بدون الشاهد.
التخريج:
خ: كتاب الرقاق: باب سكرات الموت (٨/ ١٣٣) (الفتح ١١/ ٣٦٢).
م: كتاب الجنائز (٧/ ٢٠، ٢١).
وانظر: س: كتاب الجنائز: باب استرحة المؤمن بالموت ثم الاسترحة من الكفار (٤/ ٤٨، ٤٤٩).
المعنى:
الفاجر يستريح منه العباد: واستراحة العباد معناها: اندفاع أذاه عنهم من ظلمه، وارتكابه للمنكرات فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك، وربما نالهم ضرره، وإن سكتوا عنه ربما أثموا، واستراحة الدواب؛ لأنه كان يؤذيها ويضربها ويحملها مالاتطيق، ويجيعها في بعض الأوقات، واسترحة البلاد والشجر قيل: لأنها تمنع القطر بمعصيته، وقيل: لأنه يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره (شرح النووي ٧/ ٢١) (شرح الأبي ٣/ ٨٧) فاستراحة البلاد مما يأتي به من المعاصي فإن ذلك مما يحصل به الجدب فيقتضي هلاك الحرث والنسل (الفتح ١١/ ٣٦٥).
الفوائد:
(١) أن الموتى قسمان: مستريح ومستراح منه (شرح النووي ٧/ ٢٠).
(٢) أن المؤمن وإن شددت عليه سكرات الموت فإنه بها يزداد ثوابا، أو يكفر عنه بقدر ذلك، ثم يستريح من أذى الدنيا (الفتح ١١/ ٣٦٥).
٥٢٤ - (٢٥٥) حديث أنس رضي الله عنه:
قوله صلى الله عليه وسلم: {ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم} أخرجه البخاري والنسائي وابن ماجه وعنده {بفضل رحمة الله إياهم}.
٥٢٥ - حديث أبي ذر رضي الله عنه:
قوله صلى الله عليه وسلم: {ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم} رواه النسائي.
٥٢٦ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: