للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كحديث أبي ذر لكن بلفظ: {أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يدخل آباؤنا فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم} رواه النسائي.

التخريج:

خ: كتاب الجنائز: باب فضل من مات له ولد فاحتسب (٢/ ٩٢) (الفتح ٣/ ١١٨)

ثم باب ما قيل في أولاد المسلمين (٢/ ١٢٥) (الفتح ٣/ ٢٤٤).

س: كتاب الجنائز: من يتوفى له ثلاثة (٤/ ٢٤، ٢٥).

جه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده (١/ ٥١٢).

شرح غربيه:

لم يبلغوا الحنث: أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم، وقيل: بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة (النهاية/حنث/١/ ٤٤٩) وخُص الإثم بالذكر لأنه الذي يحصل بالبلوغ لأن الصبي قد يثاب (المفردات للراغب/١٣٣)، (الفتح ٣/ ١٢٠).

بفضل رحمته إياهم: أي بفضل رحمة الله للأولاد، وقيل: الضمير للأب لكونه كان يرحمهم في الدنيا فيجازي بالرحمة في الآخرة، ورجح ابن حجر الأول وأيده بما جاء في سنن ابن ماجه من التصريح ففيه {بفضل رحمة الله} (الفتح ٣/ ١٢١) وعلله السندي بأنه لا يلزم في الكبير أن يكون مرحوما فضلاً أن

يرحم أبوه، بفضل رحمته نعم قد جاء دخول الجنة بسبب الصبر مطلقاً (حاشية السندي على النسائي ٤/ ٢٥)، أو المراد بالضمير {إياهم} المسلم الذي توفي له ثلاثة من الولد، وإنما جمع باعتبار أنه نكرة في سياق النفي تفيد العموم (شرح الكرماني ٧/ ٥٩) وتعقبه ابن حجر في (الفتح ٣/ ٢١).

الفوائد:

(١) فضل الصبر على فقد الأولاد وأن هذا الثواب لمن صبر راضياً بقضاء الله راجياً لرحمته وغفرانه (شرح الكرماني ٧/ ٥٨) ولذا ترجم له البخاري باب فضل من مات له ولد فاحتسب. ولم يقع التقييد في أحاديث الباب التي أرودها البخاري لكن جاء في بعض الأحاديث تقييده بالاحتساب. (الفتح ٣/ ١١٩) ولعله قيد بذلك للآية التي استشهد بها في الباب {وبشر الصابرين} [البقرة: ١٥٥].

(١) اختلف في تخصيص الصغير بالذكر فقيل: هو خاص به؛ لأن الشفقة عليه أعظم، والحب له أشد، والرحمة له أوفر وعلى هذا فمن بلغ الحنث لا يحصل لمن فقده الثواب المذكور، وإن كان في فقد الولد أجر في الجملة، وبهذا قال كثير من العلماء، وفرقوا بين البالغ وغيره بأن يتصور منه العقوق المقتضي لعدم الرحمة بخلاف الصغير إذ ليس بمخاطب. وقد قال بعضهم: بل يدخل الكبير في ذلك من طريق الفحوى؛ لأنه إذا ثبت في الطفل الذي هو كلٌ على أبويه فكيف لا يثبت في الكبير الذي بلغ معه السعي، ووصل له منه إليه النفع، وتوجه إليه الخطاب بالحقوق. قال ابن حجر: ولعل هذا هو السر في إلغاء البخاري التقييد بذلك في الترجمة (الفتح ٣/ ١٢٠)، وقال العيني: رحمة الله واسعة تشمل الصغير والكبير فلا حاجة إلى التقييد (العمدة ٨/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>