الإسنادان رجالهما ثقات سوى سعيد بن سنان وقد وثقه جماعة، وقال ابن حجر: صدوق له أوهام؛ فالحديث حسن.
وقد سكت عنه أبو داود، وقال المنذري في (مختصر د ٧/ ٦٩): في إسناده أبو سنان وثقه يحيى بن معين، وغيره وتكلم فيه أحمد وغيره، وقد جاء من طريق أخرى تكون شاهدا لهذا الحديث ويرتقي إلى درجة الصحيح لغيره.
وقال الهيثمي في (المجمع ٧/ ١٩٨): رواه الطبراني بإسنادين ورجال هذه الطريق ثقات.
ومن المعاصرين:
الألباني في (صحيح/الجامع ٢/ ٩٣٠)، وفي (صحيح/جه/١/ ١٩)، وفي تعليقه على (المشكاة ١/ ٤٠، ٤١).
وحسَّنه الوادعي في (الجامع الصحيح في القدر /١٤، ١٥).
وحسنه الأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول ١٠/ ١٠٥)، والبنا في (الفتح الرباني ١/ ١٣٣، ١٣٤).
الفوائد:
(١) فيه حرص التابعين ـ رحمهم الله تعالى ـ على إزالة ما يعكر صفاء اعتقادهم فهذا ابن الديلمي يفزع إلى أبُيّ رضي الله عنه حين وقع في نفسه شيء من الشبة في القدر التي قد تؤدي إلى الشك فيه، طالبا العلم الذي يسأل الله أن يذهبه به من قلبه ليصح إيمانه.
(٢) فيه إرشاد عظيم وبيان شاف لإزالة الشبهة في القدر فالله سبحانه مالك السموات والأرض وما فيهن، وله أن يتصرف في ملكه كيف يشاء ولا يتصور في تصرفه ظلم؛ لأنه تصرف في ملكه سبحانه. (شرح الطيبي ١/ ٢٦٥)(المرعاة ١/ ٢٠٢).
(٣) أن رحمة الله تعالى عباده ليست بسبب الأعمال، فالأعمال هي من جملة رحمته بهم سبحانه فرحمته محض فضل منه تعالى فلو رحم جميع عباده فله ذلك (عون المعبود ١٢/ ٤٦٧).
(٤) فيه الحث على التوكل والتسليم والرضا، ونفي الحول والقوة إلا بالله، ولزوم القناعة، والصبر على المصائب (شرح الطيبي ١/ ٢٦٧).