درجة الحديث:
الحديث ضعيف جداً لتسلسله بالضعفاء، فشيخ ابن ماجه لم يوثقه إلا ابن حبان، والفضل ضعيف وشدد أبو حاتم القول فيه، وفضيل صدوق يهم، وعطية مدلس وروايته هنا عن أبي سعيد وقد تُكلم فيها، ومع أنه نسبه في سند ابن ماجه إلا أنه ورد أنه ربما قال عن أبي سعيد فيظن من يسمع منه أنه يريد الخدري فقد يكون التصريح من غيره لامنه فيظل الاحتمال قائماً (السلسلة الضعيفة ١/ ٣٦) والفضل لم يتفرد بالحديث فقد رواه يزيد بن هارون، ويحيى بن بكير، وعبد الله العجلي وغيرهم كلهم عن فضيل لكن مدار الروايات على فضيل عن عطية. ويضاف إلى ذلك الاختلاف عليه بالرفع والوقف كما تقدم.
وقد ضعف الحديث جمع من الأئمة:
(١) البوصيري في (الزوائد /١٣٢، ١٣٣) قال: هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية، وفضيل، والفضل كلهم ضعاف لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده. (مصباح الزجاجة ١/ ٩٨، ٩٩). وليس كذلك فابن خزيمة إنما رواه في التوحيد، وقد علق محقق التوحيد أنه لم يجده في صحيحه، وقد قال ابن خزيمة في (التوحيد ١/ ٤١): قد أمليت طرق هذا الخبر في غير هذا الكتاب. ولم يذكر أنه أخرجه في الصحيح.
(٢) النووي في (الأذكار /٤٥) قال: عطية ضعيف.
(٣) المنذري ذكره في (الترغيب والترهيب ١/ ٢٩٢) مصدرا بصيغة التمريض، وهذا دليل على ضعفه عنده، وقال في (٢/ ٤٥٩): رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال.
(٤) ابن تيمية قال في (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة /٢١٥، ٢٧٧): هذا الحديث من رواية عطية العوفي، وهو ضعيف بإجماع أهل العلم، وقد روي من طريق آخر وهو ضعيف أيضاً.
(٥) وضعفه محمد بن عبد الوهاب في تلخيص كتاب الاستغاثة نقله صاحب (الفصل بين المتنازعين /٣٦) وذكر في رسالته في الصلاة في (آداب المشي إلى الصلاة /٨١) منها: أن يقول عند خروجه إلى الصلاة هذا الدعاء، ولم يذكره من قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعله استأنس به حيث ورد موقوفاً على أبي سعيد الخدري والله أعلم.
وضعف الحديث ليس لضعف رواته فحسب بل للاختلاف فيه بالرفع والوقف فقد وقفه إمامان هما: وكيع، وأبو نعيم.
ورجح أبو حاتم الوقف حيث سأله ابنه عن الحديث كما في (العلل ٢/ ١٨٤) فقال: موقوف أشبه. ونقله الذهبي في (الميزان ٢/ ٤٤٧).
وحديث بلال رضي الله عنه: لايفرح به فإنه ضعيف جداً، وقد قال النووي في (الأذكار /٤٥): حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث.
وقال ابن حجر في (نتائج الأفكار ١/ ٢٧١): هذا حديث واهٍ جداً، ثم ذكر أن القول في الوازع أشد مما قال النووي فقد اتهم بالوضع، كما أنه اضطرب في هذا الحديث فرواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر عن بلال، ورواه عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن بلال، ولم يتابع عليه ففيه ثلاثة أمور: ضعف الوازع، وتفرده، واضطرابه.
واختار بعضهم تحسين حديث أبي سعيد رضي الله عنه: