كتاب القدر: باب الله أعلم بما كانوا عاملين (٨/ ١٥٣)(الفتح ١١/ ٤٩٣).
م: كتاب القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين (١٦/ ٢٠٩ - ٢١١).
د: كتاب السنة: باب في ذراري المشركين (٤/ ٢٢٨، ٢٢٩).
ت: كتاب القدر: باب ما جاء كل مولود يولد على الفطرة (٤/ ٤٤٧) وقال: حسن صحيح.
س: كتاب الجنائز: باب أولاد المشركين (٤/ ٥٨ - ٦٠).
الفوائد:
(١) علم الله تعالى مالا يكون أن لو كان كيف يكون فأحرى أن يعلم ما يكون، وما قدره وقضاه في كونه وهذا يقوي مذهب أهل السنة أن القدر هو علم الله وغيبه الذي استأثر به فلم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً (العمدة ٢٣/ ١٤٩). وهذا دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاة القدرية وأن الخلق صائرون إلى ما سبق في علم الله من إيمان أوكفر (شفاء العليل ٢/ ٣٠٦، ٣١٢).
(٢) اختلف في أطفال المشركين ومصيرهم على أقوال متعددة وذكر ابن تيمية أن الصحيح المنصوص عليه عن أئمة العدل كأحمد وغيره الوقف في أولاد المشركين وأنه لايجزم لمعين منهم بجنة ولا نار بل يقال فيهم كما قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، لكنه روى من وجوه أنهم يمتحنون يوم القيامة فيظهر علم الله فيهم، فيجزيهم (مجموع الفتاوى ٤/ ٣٠٣، ٣٠٤، ١٠/ ٢٤١، ٣٧٢، ٣٧٣، ٧٣٩) وانظر: (المسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ١/ ١٧٤)
والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ فيقال لأحدهم: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ وقال تعالى:{يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}[القلم: ٤٢] والمقصود أن الله لايعذب أحداً في الآخرة إلا بذنبه وأنه لاتزر وازرة وزر أخرى. وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين وعليه تتنزل جميع الأحاديث (مجموع الفتاوى ٤/ ٢١٣، ٢٤٦، ٢٤٧).
وقد اختار ابن القيم أنهم يمتحنون في الآخرة فمن أطاع منهم أدخله الله الجنة ومن عصى عذبه، وعليه فيكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار وهو أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في الباب، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم مالم يقع معلومه فهو إنما يعذب من استحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لاعلى علمه المحدود وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة (طريق الهجرتين ٣٩٦ - ٤٠١).