قال: قال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك} رواه البخاري.
ورواه مسلم، والترمذي، والنسائي بلفظ: {لايكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب اللون لون دم والريح ريح مسك}.
ورواه ابن ماجه بلفظ: {ما من مجروح يجرح في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يجرح في سبيله ـ ... }.
التخريج:
خ: كتاب الجهاد: باب من يجرح في سبيل الله عز وجل (٤/ ٢٢) (الفتح ٦/ ٢٠)
وعلقه مختصراً في باب: لايقول فلان شهيد (٤/ ٤٤) (الفتح ٦/ ٨٩)
وانظر: كتاب الوضوء: باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء (١/ ٦٨) (الفتح ١/ ٣٤٤) وهو هنا مختصر ليس فيه الشاهد.
م: كتاب الأمارة: باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله (١٣/ ٢١).
ت: كتاب فضائل الجهاد: باب ماجاء فيمن يكلم في سبيل الله (٤/ ١٨٤) وقال: حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
س: كتاب الجهاد: باب من كُلم في سبيل الله عز وجل (٦/ ٢٨).
جه: كتاب الجهاد: باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى (٢/ ٩٣٤)، وفي (الزوائد/ ٣٧٨) إسناده صحيح رجاله ثقات، وانظر: (مصباح الزجاجة ٣/ ١٦٤) وصححه الألباني في (صحيح الجامع ٢/ ١٠٠٣).
شرح غريبه:
لايكلم أحد: أصل الكَلْم: الجرح (النهاية/ كلم/٤/ ١٩٩) وظاهره أن الفضل خاص بمن فارق الدنيا وجرحه يسيل دماً، وقد يكون الفضل لكل من جُرح والله أعلم (الفتح ٦/ ٢٠).
يثعب دماً: يجري (النهاية/ ثعب/١/ ٢١٢) يقال: ثعبت الماء إذا فجرته فانثعب (المعلم ٣/ ٣٨).
الفوائد:
(١) مجيء الشهيد يوم القيامة على هيئته ليكون معه شاهد فضيلته، وبذله نفسه في طاعة الله تعالى وشاهد على ظالمه بفعله، وفي انتشار رائحته الطيبة في أهل الموقف إظهار لفضيلته (الفتح ١/ ٣٤٥).
(٢) جواز اليمين بقول: والذي نفسي بيده (شرح النووي ١٣/ ٢١).
(٣) أن المدار على الإخلاص الباطني المعلوم عند الله لا على ما يظهر للناس وعليه فلا يقطع لأحد بأنه شهيد؛ حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله أعلم بمن يكلم في سبيله أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله، فلا يُطلق على كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله تعالى، ولا يقال لمن قتل أنه شهيد لكنه يعطى حكم الشهداء في الأحكام الظاهرة (الفتح ٦/ ٩٠).