للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرح غريبه:

وتوكل الله: يقال توكل بالأمر إذا ضمن القيام به (النهاية/ وكل/٥/ ٢٢١) قال ابن حجر: تضمن أي تكفل وانتدب بمعنى واحد محصله تحقيق الوعد المذكور في قوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة: ١١١] وذلك التحقيق على وجه الفضل منه سبحانه وتعالى (الفتح ٦/ ٧، ٨).

الفوائد:

(١) فيه إشارة إلى اعتبار الإخلاص، وعلم الله بعقد نية المجاهد فإن كانت خالصة لإعلاء كلمة الله تعالى فذلك المجاهد في سبيل الله، وإن كانت في حب المال والدنيا واكتساب الذكر بها فقد أشرك مع سبيل الله سبيل الدنيا (العمدة ١٤/ ٨٤).

(٢) أن المجاهد كالصائم القائم لأنه لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب، وفيه أن الفضائل لاتدرك دائماً بالقياس بل هي بفضل الله تعالى، وفيه استعمال التمثيل في الأحكام (الفتح ٦/ ٨/١٠).

(٣) أن الله سبحانه وتعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيراً بكل حال: فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وأما أن يرجع بأجر وغنيمة (شرح النووي ١٣/ ٢١). و {أو} المذكورة في الحديث لا تقتضي أنه يرجع بغنيمة دون أجر، وقد قيل: إنها بمعنى الواو الجامعة على مذهب الكوفيين، فالمجاهد يرجع بالأجر حتى لو غنم لكن قد ينقص أجره والله أعلم (العمدة ٤/ ٨٤، ٨٥) (شرح الأبي ٥/ ٢٢٢) (الفتح ٦/ ٨).

٥٨٩ - (٢٨٥) حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها:

قالت: سُمّيت بَّرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاتزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم، وقال: سموها زينب} رواه مسلم وأبو داود.

وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها.

التخريج:

م: كتاب الآداب: باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوهما (١٤/ ١٢٠).

د: كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح (٤/ ٢٩٠)، وتصحف فيه اسم بنت الراوي عن زينب من برة إلى مرة حيث سألته زينب ما سميت ابنتك؟ قال: سميتها مرة، والذي في صحيح مسلم: سميت ابنتي برة.

وانظر: خ: كتاب الأدب: باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه (٨/ ٥٣) (الفتح ١٠/ ٥٧٥).

الفوائد:

(١) فيه تغيير الاسم القبيح أو المكروه إلى حسن وقد بيّن صلى الله عليه وسلم العلة في هذا وهو خوف التزكية (شرح النووي ١٤/ ١٢٠، ١٢١) وذلك اتباعا لقول الله تعالى: {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} [النجم: ٣٢]. ومعناها هو بصير بكم عليم بأحوالكم وأفعالكم وأقوالكم التي تصدر عنكم، وتقع

<<  <  ج: ص:  >  >>