للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرح غريبه:

ذهيبة: تصغير ذهبة إنما أنثها على نية القطعة من الذهب وقد يؤنث الذهب في بعض اللغات (أعلام الحديث ٣/ ١٥٣٤).

أيأمنني: أي على الرسالة التي أرسلني بها إلى أهل الأرض ولا تأمنني أيها المعترض ومن على شاكلتك ممن ضل طريق الرشد على حطام الدنيا أن أضعه حيث يجب أن يوضع على وفق أمر الله تعالى (شرح التوحيد ١/ ٤٥٣).

الفوائد:

(١) أن الله تعالى في السماء وفيه معنيان أن في بمعنى على كما في قوله تعالى: {فسيحوا في الأرض} [التوبة: ٢] (الأسماء والصفات للبيهقي ٢/ ٣٢٤) أو أن المراد بالسماء العلو أي أيأمنني من في العلو؟ وكلاهما صحيح سائغ لغة ومعنى.

(٢) حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأليف القلوب على الإسلام والاجتماع على حبه ولهذا آثر بهذه القسمة جماعة من السادة ليكون داعياً لهم على حب الإسلام حتى يتبعهم على ذلك أقوامهم وعشائرهم (شرح التوحيد ٤٥٤، ٤٥٥).

(٣) أن أداء الامانة في الوحي أعظم فإذا جوز أن الرسول يجوز أن يخون ويظلم فيما ائتمنه الله عليه من الأموال ـ أعاذه الله ـ وهو معتقد أنه أمين الله على وحيه فقد اتبع ظالماً كاذباً وجوز أن يخون ويظلم فيما ائتمنه من المال من هو صادق أمين فيما ائتمنه الله عليه من خبر السماء (مجموع الفتاوى ١١/ ٣٤٠).

وثبت فيه الحديث المشهور بحديث الجارية وجاء من رواية معاوية بن الحكم، وأبي هريرة

رضي الله عنهما:

٥٩٦ - (٢٨٨) حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه:

رواه الأئمة مطولاً ومختصراً، والشاهد منه قول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: {أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله} فحكم أنها مؤمنة، وأمر معاوية بعتقها؛ لأنه كان قد صكها صكة وجاء يستفتي النبي صلى الله عليه وسلم في أمرها، رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

٥٩٧ - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>