للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال يارسول الله: إن عليَّ رقبة مؤمنة فقال لها: {أين الله؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها، فقال لها: فمن أنا؟ فأشارت إلى

النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء يعني: أنت رسول الله، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة} رواه أبو داود.

التخريج:

م: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته (٥/ ٢٠ - ٢٤).

د: كتاب الصلاة: باب تشميت العاطس في الصلاة (١/ ٢٤٢، ٢٤٣)

كتاب الإيمان والنذور: باب في الرقبة المؤمنة (٣/ ٢٢٧، ٢٢٨) وحديث أبي هريرة: ضعفه الألباني (ضعيف د/٣٣١) ورواه الذهبي في (العلو/١٥، ١٦) وحسن إسناده.

س: كتاب السهو: باب الكلام في الصلاة (٣/ ١٤ - ١٨).

شرح غريبه:

صكها: الصك الضرب (النهاية/صكك/٣/ ٤٣).

الفوائد:

(١) فيه دليل على أن الاقرار بأن الله عز وجل في السماء من الإيمان (التوحيد لابن خزيمة ١/ ٢٧٨).

(٢) شرعية قول المسلم أين الله؟ وقول المسؤول في السماء (مختصرالعلو /٨١) ولم أجده في موضع الحديث في المطبوعة من (العلو/١٤ - ١٧).

(٣) استقر في النفوس أن الله هو العلي الأعلى، وأنه فوق كل شيء فالمفهوم من قوله: {من في السماء} أنه في السماء أي في العلو وأنه فوق كل شيء وكذلك الجارية إنما أرادت العلو مع عدم تخصيصه بالأجسام المخلوقة، وحلوله فيها وإذا قيل العلو فإنه يتناول مافوق المخلوقات كلها، فما فوقها هو في السماء، ولايقتضي هذا أن يكون هناك ظرف وجودي يحيط به إذ ليس فوق العالم شيء موجود إلا الله وإذا قدر أن السماء المراد بها الأفلاك كان المراد أنه عليها كما قال: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} [طه: ٧١] (التدمرية ٨٧، ٨٨)، (مجموع الفتاوى ٣/ ٥٣، ٥/ ١٢).

(٤) أن قولها: {في السماء} ليس معناه أن الله في جوف السماء وأن السموات تحصره وتحويه فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها، ومن قال فهو كاذب إن نقله عن غيره، ضال إن اعتقده في ربه، ومن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئاً محالاً لايفهمه الناس ثم يريد أن يتأوله فالأئمة متفقون على أن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولافي ذاته شيء من مخلوقاته، وقد قال مالك بن أنس: " إن الله فوق السماء وعلمه في كل مكان " (مجموع الفتاوى ٥/ ١٠٦، ٢٥٨).

(٥) أن الجارية أخبرت عن الفطرة التي فطرها الله عليها وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وشهد لها بالإيمان (مجموع الفتاوى ٤/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>