- أن اختلاف المسافة في الأحاديث مما يشهد بتصديق كل من الحديثين للآخر؛ لأنها تختلف بحسب اختلاف السير الواقع فيها فهي تقدر بالسبعين في السير السريع، وبالخمسمائة في سير الإبل والركاب فكل منهما يصدق الآخر.
واستشهد به على الاستواء على العرش في (اجتماع الجيوش الإسلامية /١٠١، ١٠٢، ١٦٢، ١٦٣)، ونقل استشهاد أبي القاسم خلف المقري بالحديث وقوله حسن صحيح.
(٨) قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي ٩/ ٢٣٦): أخرجه أبو داود من ثلاث طرق: اثنان منها قويتان. وقد وهمه الألباني في (الضعيفة ٣/ ٤٠١، ٤٠٢)، كما ناقش فيها ابن تيمية؛ لاعتماده في قبول الحديث على إخراج ابن خزيمة وذكر أنه معروف بالتساهل في التصحيح، على نحو تساهل تلميذه ابن حبان وأن في كتابه عدداً من الأحاديث الضعيفة - وذكرها - فلا يعتمد على إخراجه الحديث بعد أن عرف إسناده وأنه تفرد به ابن عميرة وتفرد عنه سماك كما سبق.
(ب) القول بضعفه:
(١) قال ابن الجوزي: في (العلل المتناهية ١/ ٩، ١٠): هذا حديث لايصح.
(٢) الذهبي: ضعفه في (العلو /٦٠) بعبد الله بن عميرة، قال: فيه جهالة.
(٣) قال المنذري: في (مختصر د ٧/ ٩٣): في إسناده الوليد بن أبي ثور ولا يحتج بحديثه.
(٤) قال ابن العربي: في (العارضة ١٢/ ٢١٨): لم يصح شيء منه، وإنما هي أمور تلقفت من أهل الكتاب ليس لها أصل في الصحة، وذلك لذكر الأوعال فيه.
(٥) وضعف الذهبي في (الميزان ٤/ ٥١٠) الرواية التي ذكرها حيث قال: وهو منكر وقتاده لم يلق الأحنف.
ومن المعاصرين:
ضعف أحمد شاكر في تعليقه على (المسند ٣/ ٢٠٢ - ٢٠٥) إسنادي أحمد لكنه ذكر أنه مروى بأسانيد صحاح.
وضعف الألباني الحديث في (ضعيف الجامع ٦/ ٤٠) وفي تعليقه على (شرح الطحاوية /٢٧٧)، (ضعيف د/٤٦٩)، (ضعيف ت/٤٢٨)، (ضعيف جه/١٤)، وفي تعليقه على (المشكاة ٣/ ١٢١) وأطال الكلام عليه في (السلسة الضعيفة ٣/ ٣٩٨ - ٤٠٢).
وقد أضاف بعض محققي الكتب التي خرجت الحديث أسباباً أخرى لضعفه، مع بيان سبب إخراج تلك الكتب إياه مع ضعفه وهو متعلق بأمر عقدي لابد فيه من الاحتياط وخلاصة أقوالهم في أسباب الضعف:
(١) نكارة متن الحديث ومخالفته القرآن والسنة المتواترة حيث وصفت الملائكة بأنهم ذوو أجنحة بينما يصفهم حديث الأوعال بأنهم ذوو قرون وأظلاف، وجعلهم تيوساً وهذا يذكر في معرض الذم. من كلام محقق (التمهيد لابن عبد البر ٧/ ١٤٠) وقد يطلق الوعل على الشريف من الناس لكنه ههنا على الأصل بقرينة ذكر الأظلاف فإنها من خواص الحيوان.
(٢) أن اخراج المصنفين لمثل هذه الروايات في كتبهم ليس للاستدلال والتأييد، وإنما هو للتأكيد على ماجاء فيها من علو الله تعالى واستوائه على العرش، وما جاء فيه من قوله صلى الله عليه وسلم: ... {والله فوق ذلك} صحيح ثابت بالقرآن والسنة لايتأثر بضعف الحديث ومن أجله سقت الرواية من تعليق محقق (العظمة ٢/ ٥٦٨) فقد احتجوا به لإثباته الفوقية والاستواء لله تعالى لا لمعنى آخر من تعليق محقق (فتيا وجوابها /٧٢، ٧٣).