حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
رجاله ثقات، وقتاده صرح بالتحديث، لكنه منقطع فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ويُروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
وكذا ضعفه البيهقي في (الاسماء والصفات ٢/ ٢٨٩).
وابن تيمية في (مجموع الفتاوى ٦/ ٥٧١، ٥٧٣) وقال: يقويه حديث أبي ذر المرفوع فإن كان ثابتاً فمعناه موافق له، ولم يجزم بصحته.
وقال ابن الجوزي في (العلل ١/ ١٣، ١٤): هذا حديث لايصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحسن لم يسمع من أبي هريرة، وسئل فقال: من كتاب عندنا سمعته من رجل وكان يروي عن الضعفاء.
وقال الجورقاني في (الأباطيل ١/ ٧١ - ٧٤): هذا حديث باطل وعلته إرسال الحسن عن أبي هريرة، وتعقبه الذهبي في (مختصرالعلل ١/ ٩٦، ٩٧) بأن قول الجورقاني ببطلانه لايخلو من الإفراط، وقال في (العلو /٧٤، ٧٥): " الحسن مدلس والمتن منكر، ولا أعرف وجهه، وقوله: {لهبط على الله} يريد معنى
الباطن ... أي معكم بالعلم، وفيه تباين الأرضين بأبعد مسافة وهذا لا يعقل ".
وقال ابن كثير في (التفسير ٨/ ٣٣): رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتاده مرسلا ولعل هذا هو المحفوظ، وقد روي من حديث أبي ذر رواه البزار، والبيهقي في الأسماء ولكن في إسناده نظراً، وفي متنه غرابة ونكارة والله أعلم.
وقال ابن القيم في (مختصر الصواعق ٢/ ٣٩٨، ٣٩٩): قد اختلف الناس في هذا الحديث في سنده ومعناه فطائفة قبلته لأن إسناده ثابت إلى الحسن، وقد صح عنه أنه قال: حدثنا أبو هريرة، ولاريب أنه عاصره، وطائفة أخرى ردت الحديث وأعلته بأنه منقطع.
وله علة أخرى هي أن عبدالرزاق رواه في تفسيره عن معمر عن قتاده عن النبي صلى الله عليه وسلم فاختلف هو وشيبان فيه.
وقد ضعفه أحمد شاكر في تعليقه على (المسند ١٧/ ١٩). والألباني في (ظلال الجنة ١/ ٢٥٥) وفي (ضعيف ت/٤٢٣).
وآخر الحديث {لو أنكم دليتم ... } ذكره بعض مصنفين الأحاديث المشهورة (المقاصد الحسنة/ ٥٤٣، ٥٤٤)، (كشف الخفاء ٢/ ٢٠٠، ٢٠١) (التمييز ١٥٠).
شرح غريبه:
عصابة: الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين (النهاية/عصب/٣/ ٢٤٣).
أوعال: تيوس الجبل، واحدها وعِل - بكسر العين - وتطلق على الأشراف والرؤوس؛ لأنها تأوي شعف الجبال. (النهاية/وعل/٥/ ٢٠٧).
أظلافها: الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس، والبغل، والخف للبعير. (النهاية/ ظلف/٣/ ١٥٩)،
روايا الأرض: الروايا من الإبل: الحوامل للماء، واحدتها راوية، فشبهها بها، وسمى السحاب روايا. (النهاية/روى/٢/ ٢٧٩).