وقيل: جبريل. يعني وكلمته ألقاها إليها أيضاً روح من الله يعني أن إلقاء الكلمة إلى مريم كان من الله ثم من جبريل.
قال الطبري: ولكل هذه الأقوال وجه ومذهب غير بعيد من الصواب (تفسير الطبري ٩/ ٤١٩، ٤٢١، ٤٢٢).
الفوائد:
(١) أن هذا الحديث عظيم الموقع وهو أجمع أو من أجمع أحاديث العقائد حيث جمع فيه
صلى الله عليه وسلم ما يخرج عنه جميع ملل الكفر على اختلاف عقائدهم وتباعدها (شرح النووي ١/ ٢٢٧).
(٢) أن أهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة في الجملة وإن وقعوا في كبائر فهم تحت المشيئة فمن عذب منهم ختم له بالجنة (شرح النووي ١/ ٢٢٧)(الفتح ٦/ ٤٧٥، ٤٧٦). فمن شهدبالمبدأ والمعاد وما يتعلق بالمعاش من الثواب والعقاب أدخله الله الجنة على حسب أعماله على الدرجات (شرح الكرماني ١٤/ ٧٩).
(٣) في الحديث التنبيه على ما وقع للنصارى من الضلال في عيسى وأمه يستفاد منه ما يلقنه النصراني إذا أسلم (الفتح ٦/ ٤٧٥). وذكر عبده ورسوله تعريض بالنصارى فيما ادعت من البنّوة والتثليث، وباليهود في قذفها مريم وإنكارها رسالة عيسى عليه السلام (شرح الأبي ١/ ١١٨).
(٤) تشريف عيسى عليه السلام بأنه عبد الله ورسوله، وابن أمته وروح منه أي أن الله مكونه وموجده بقدرته وحكمته، وهو حجة الله على عباده أبدعه من غير أب، وأنطقه في غير أوانه، وأحيا الموتى على يده (الفتح ٦/ ٤٧٥).
٦٥٥ - (٣٢٠) وثبت فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{تكفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة، أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أوغنيمة} وفي رواية: {وتصديق كلمته} رواه البخاري ومسلم والنسائي.
ورواه مسلم مطولاً ولفظه: {تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيله، وإيماناً بي وتصديقاُ برسلي فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كُلم لونه لون دم، وريحه