للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٥٤ - (٣٩١) حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من شهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل} وفي وراية {من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء} رواه البخاري ومسلم وزاد في ذكر عيسى {وابن أمته}. وجاء عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهو حديث طويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {وعيسى روح الله وكلمته}.

التخريج:

خ: كتاب أحاديث الأنبياء: باب قوله: {يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم} (٤/ ٢٠١) (الفتح ٦/ ٤٧٤).

م: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً (١/ ٢٢٦، ٢٢٧).

ت: كتاب المناقب: باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم (٥/ ٥٨٧، ٥٨٨) وقال: هذا حديث غريب، وفي (التحفة ١٠/ ٨٤) باب بعد هذا بدون عنوان، والحديث ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع ٤/ ١١٦، ١١٧).

شرح غريبه:

وكلمته: قال البخاري قال أبو عبيد قوله: كن فكان (صحيح البخاري في الموضع المذكور في التخريج) وقد ذكر المفسرون في معنى قوله تعالى: {بكلمة منه} [آل عمران: ٤٥] برسالة من الله وخبر من عنده، بشرى الله مريم بعيسى ألقاها إليها،

وقال قتادة: هي قوله {كن} فسماه الله كلمته لأنه كان عن كلمته كما يقال هذا قدر الله يعني عن قدر الله حدث.

وقيل: اسم لعيسى سماه الله به روي عن ابن عباس: الكلمة هي عيسى.

قال الطبري: أقرب الوجوه إلى الصواب عندي القول الأول وهو أن الملائكة بشرت مريم بعيسى من الله عز وجل برسالته وكلمته التي أمرها أن تلقيها إليها أن الله خالق منها ولداً من غير بعل ولا فحل؛ ولذلك قال عز وجل: {اسمه المسيح} وقال ابن كثير: بولد يكون وجوده بكلمة من الله أي بقوله: كن فيكون. فعيسى كلمة الله وروح منه لأنه لم يكن له أب تولد منه وإنما هو ناشيء عن الكلمة التي قال له بها كن فكان، ليست الكلمة صارت عيسى بل بالكلمة صار عيسى أي خلقه بالكلمة (تفسير الطبري ٦/ ٤١١، ٤١٢، ٩/ ٤١٨، ٤١٩) (تفسير ابن كثير ٢/ ٣٤، ٤٣٠، ٤٣١).

وروح منه: أي أحياه فجعله روحاً (صحيح البخاري الموضع المذكور في التخريج).

وقيل: نفخة منه؛ لأنه حدث عن نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه بذلك فنسب إلى أنه روح من الله لأنه بأمره كان، وإنما سمى النفخ روحاً؛ لأنها ريح تخرج من الروح.

وقال بعضهم: إنه كان إنساناً بإحياء الله له بقوله كن وإنما معنى وروح منه: وحياة منه بمعنى إحياء الله إياه بتكوينه.

وقال آخرون: ورحمة منه أي رحمة منه على من اتبعه وآمن به وصدقه.

وقيل: روح من الله خلقها فصورها ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها فصيرها الله روح عيسى عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>