(٣) أن ما صدر من الأنبياء عليهم السلام إما بتأويل أو سهو أو إذن لكن خشوا ألا يكون ذلك موافقاً لمقامهم فأشفقوا من المؤاخذة أو المعاتبة (الفتح ١١/ ٤٤٠، ٤٤١) وقول كل واحد منهم {لست هناكم} إما تواضع وإكبار لما سئل، أو لعلمه أنها ليست له بل لغيره حتى ينتهي الأمر إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو لعلمه أنها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكن علم أن الأمر كذا يقع. (شرح الأبي ١/ ٣٥٥)
(٤) إظهار فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى ألهم الأمم سؤال الأنبياء قبله، ولم يلهموا سؤاله صلى الله عليه وسلم في الابتداء لهذه الحكمة إذ لو سألوه ابتداء لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا ويحصله أما إذا سألوا غيره من رسل الله تعالى وأصفيائه فامتنعوا ثم سألوه فاجاب وحصل غرضهم فهو النهاية في ارتفاع المنزلة، وكمال القرب، وعظيم الإدلال والأنس (شرح النووي ٣/ ٥٦)(شرح الأبي/ ١/ ٣٥٥)
(٥) استدل به من جوز وقوع الصغائر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (المعلم ١/ ٢٢٨) فقد يقع منهم السهو أو النسيان أوالخطأ الذي لا يقرون عليه وهم معصومون فيما يبلغون من طريق القول، ومحفوظون من الذنوب التي تزري بفاعلها وتسقط مرؤته (شرح التوحيد ١/ ٣٠١).
(٦) فيه أن الإيمان يزيد وينقص أُخذ من قوله: {من في قلبه مثقال حبة من بر أو شعيرة ثم حبة من خردل ثم أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان} كما في رواية مسلم (شرح النووي ٣/ ٦٣).
(٧) تحدثه صلى الله عليه وسلم بنعمة الله عليه وقد أمره الله تعالى بهذا وفيه نصيحة للأمة لتعرف حقه (شرح النووي ٣/ ٦٦).
(٨) فيه صعوبة الوقوف بين يدي الله وشدته، وعظيم قدر الله في قلوب أنبيائه عليهم السلام حيث اعتذروا عن الشفاعة (شرح التوحيد ١/ ٣٠١، ٤٠١، ٤٠٨) وفيه ذكر الشفاعة الأولى شفاعته في أهل الموقف حتى يقضى بينهم، ثم شفاعته فيمن استحق النار أن لايدخلها، وفيمن دخلها أن يخرج منها (مجموع الفتاوى ٣/ ١٤٧)(الفتح ١١/ ٤٢٦) وهو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون فهو أعظم الشفعاء قدراً وأعلاهم جاهاً عند الله تعالى (مجموع الفتاوى ١/ ١٤٣) وهذا يؤكد أن الشفاعة لا تطلب إلا ممن يملكها، ولاتنال إلا بأمر الله للشافع أن يشفع (شرح التوحيد ٢/ ٤٠٨).
(٩) رحمة الله بعباده حيث ألهمهم طلب الشفاعة من الأنبياء وهو الذي أذن بالشفاعة وقبلها؛ لإراحتهم من عناء الموقف وإظهار كرامة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للخلق كلهم في ذلك الموقف العظيم والشفاعة كلها لله وإنما يعين لنبيه صلى الله عليه وسلم من يشفع فيهم (شرح التوحيد ١/ ٣٠٢).
(١٠) إثبات كلام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فإن فيه محاورة بين رب العالمين جلَّ وعلا ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو واضح الدلالة على المراد من أنه تعالى يتكلم ويخاطب من يشاء من عباده يوم القيامة وهذا يدل على أن كلامه سبحانه بمشيئته متى شاء تكلم يوم القيامة وقبلها.
(١١) تفاوت المخرجين من النار في الإيمان، وأن من معه أصل الإيمان ولم يخرج منه بمكفر لا يخلد في النار وإن عظمت ذنوبه وإن ضعف إيمانه (شرح التوحيد ٢/ ٤٠٦، ٤٠٧).