دراسة الإسناد:
حديث جابر رضي الله عنه:
(١) عمرو بن علي: هو الصيرفي الفلاس. تقدم وهو ثقة حافظ. (راجع ص ٢٨٩)
(٢) يحيى: هو ابن سعيد القطان. تقدم وهو ثقة متقن حافظ إمام قدوة. (راجع ص ٢٧٧)
(٣) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله، المعروف بالصادق، أمه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فكان
يقول: ولدني الصديق مرتين.
كان عابداً: قال مالك: اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن.
وكان فقيهاً: قال أبو حنيفة، ما رأيت أفقه منه.
وثقه الأكثرون: قال الشافعي، وابن معين، وابن أبي خيثمة، وأبو حاتم والنسائي وابن عدي: ثقة. وزاد ابن معين: مأمون. وزاد أبو حاتم: لا يسأل عن مثله. وقال عثمان بن أبي شيبة: مثل جعفر يسأل عنه! هو ثقة إذا روى عنه الثقات. وقال الساجي: كان صدوقاً مأموناً إذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم. وسئل أبو زرعة عنه هو وسهيل، والعلاء كل عن أبيه فقال: لا يقرن إلى هؤلاء، هو أرفع من هؤلاء في كل معنى.
وضعفه بعضهم: وقال أحمد: ضعيف الحديث، مضطرب، ولينه قال المروذي: لأن روايته عن أبيه وجدها في كتب أبيه. وقال القطان: مجالد أحب إلى منه، وقال: في نفسي منه شئ، وقال: ما كان كذوباً، وذكر ابن عيينة أن في حفظه شيئاً، وكان مالك لا يروي عنه حتى يضمه إلى آخر. وقيل لأبي بكر ابن عياش: مالك لم تسمع من جعفر وقد أدركته؟ قال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث أشيء سمعته؟ قال: لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا. وقال ابن سعد: لا يحتج به ويستضعف سئل مرة: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. وسئل مرة فقال: إنما وجدتها في كتبه.
وأجاب ابن حجر: أنه يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة فذكر فيما سمع أنه سمع وفيما لم يسمع أنه وجده وهذا يدل على تثبته.
قال ابن حبان: كان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً يحتج بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه؛ لأن في حديث ولده عنه مناكير كثيرة، وإنما مرض القول فيه من مرض من أئمتنا لما رأوا في حديثه من رواية أولاده، وقد اعتبرت حديثه من الثقات عنه مثل ابن جريج والثوري ومالك وشعبة ووهب بن خالد ودونهم فرأيت أحاديثه مستقيمة ليس فيها شيء يخالف حديث الأثبات ورأيت في رواية ولده عنه أشياء ليست من حديثه ولا من حديث أبيه ولا جده ومن المحال أن يلزق به ما جنت يدا غيره. وقال ابن عبد البر: كان ثقة مأموناً عاقلاً حكيماً ورعاً فاضلاً إليه تنسب الجعفرية، وتدعيه من الشيعة الإمامية، ويكذب عليه الشيعة كثيراً.
قال الذهبي في السير: ليس هو بالمكثر إلا عن أبيه وكانا من جلة علماء المدينة، وقول يحيى القطان من زلقاته فقد أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفر أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى، وهو ثقة صدوق ما هو في الثبت كشعبة، وغالب رواياته عن أبيه مراسيل. وقال في الميزان: بر صادق كبير الشأن.
وقال ابن حجر: صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات سنة ١٤٨ هـ (بخ م ٤).