للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للكثرة التي لايقوم لها شيء فإن الجماعة كلما كثروا كانوا خيراً من القليل، ولعل في الملأ الأعلى جماعة من الأنبياء يذكر الله العبد فيهم فإن أرواحهم هناك.

والحديث لايدل على أن الملأ الأعلى أفضل من هؤلاء الذاكرين إلا في هذه الدنيا وفي هذه الحال الناس لم يكملوا، ولم يصلحوا أن يصيروا أفضل من الملأ الأعلى فالملأ الأعلى خير منهم في هذه الحالة كما يكون الشيخ العاقل خيراً من عامة الصبيان؛ لأنه إذ ذاك فيه من الفضل ما ليس في الصبيان ولعل في الصبيان في عاقبته أفضل منه بكثير ونحن نتكلم على عاقبة الأمر ومستقره والله أعلم بحقائق خلقه وأفاضلهم وأحكم في تدبيرهم (مجموع الفتاوى ٤/ ٣٩٠ - ٣٩٢) وأطال في مسألة التفضيل في (٤/ ٣٥٠ - ٣٩٢).

٦٦٤ - (٣٢٤) فيه حديث أبي بكر رضي الله عنه الطويل في قصة الهجرة:

وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم وهما في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال صلى الله عليه وسلم: {ما ظنك يا أبابكر باثنين الله ثالثهما} رواه البخاري تاماً ومختصراً، ومسلم والترمذي. وفي لفظ {اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما} رواه البخاري.

وفي رواية في ذكر قصة الهجرة قول أبي بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين لحقهم سراقة على فرس له: هذا الطلب قد لحقنا يارسول الله فقال: {لاتحزن إن الله معنا} (١) رواه البخاري، وعند مسلم: يارسول الله أُتينا.

التخريج:

خ: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب المهاجرين وفضلهم (٥/ ٣، ٤) (الفتح ٧/ ٨)

كتاب مناقب الأنصار: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (٥/ ٨٣) (الفتح ٧/ ٢٥٧)

كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام (٤/ ٢٤٥، ٢٤٦) (الفتح ٦/ ٦٢٢)

كتاب التفسير سورة براءة: باب قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار} (٦/ ٨٣) (الفتح ٨/ ٣٢٥).

م: كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (١٥/ ١٤٨، ١٤٩)

كتاب الزهد: باب في حديث الهجرة (١٨/ ١٤٨ - ١٥١)

ت: كتاب تفسير القرآن: باب ومن سورة التوبة (٥/ ٢٧٨) وقال: " هذا حديث حسن صحيح غريب وإنما يعرف من حديث همام تفرد به، وقد روى هذا الحديث حَبّان بن هلال وغير واحد عن همام نحو هذا ".

شرح غريبه:

معنا: ناصرنا (رواه البخاري في: التفسير الموضع المذكور).

ثالثهما: ناصرهما ومعاونهما، ثالثهما في تحصيل مرادهما وإلا فالله ثالث كل اثنين (شرح الكرماني ١٥/ ١٣٤) وهو مع كل اثنين بعلمه كما قال: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: ٧].


(١) (اقتباس من [التوبة: ٤٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>