ثبت فيها ثلاثة أحاديث مختلفة لأبي هريرة، وحديث لأبي سعيد رضي الله عنهما:
٦٧٨ - (٣٣٤) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن} رواه البخاري واللفظ له، ومسلم، وعنده: {فقالوا: السلام عليك ورحمة الله}.
٦٧٩ - (٣٣٥) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته} رواه مسلم، وعند البخاري مختصراً اقتصر على العبارة الأولى إلى {الوجه}.
التخريج:
خ: كتاب الاستئذان: باب بدء السلام (٨/ ٦٢) (الفتح ١١/ ٣)
وانظر: كتاب أحاديث الأنبياء: باب خلق آدم وذريته (٤/ ١٥٩، ١٦٠) (الفتح ٦/ ٣٦٢)
كتاب العتق: باب إذا ضرب العبد فليتجنب الوجه (٣/ ١٩٧، ١٩٨) (الفتح ٥/ ١٨٢).
م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (١٧/ ١٧٧، ١٧٨)
باب البر والصلة والآداب: باب النهي عن ضرب الوجه (١٦/ ١٦٥، ١٦٦).
الفوائد:
(١) أن كل من يرزقه الله تعالى دخول الجنة يدخلها وهو على صورة آدم في الحسن والجمال، وأن كل قرن يكون وجوده أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة، واستقر الأمر على ذلك (العمدة ١٥/ ٢٠٩).
(٢) الأمر بتعلّم العلم من أهله (شرح الكرماني ٢٢/ ٧٣، ٧٤) وفيه التعليم بالفعل {فاستمع ما يجيبوك ... } (شرح الأبي ٧/ ٢١٥، ٢١٦).
(٣) في الحديث الثاني أن المفاعلة فيه ليست على ظاهرها، ويحتمل أن تكون على ظاهرها؛ ليتناول ما يقع عند دفع الصائل مثلاً فينهى دافعه عن القصد بالضرب إلى الوجه، ويدخل في النهي كل من ضرب في حد أو تعزير أو تأديب، وظاهر النهي التحريم (الفتح ٥/ ١٨٢، ١٨٣).
(٤) فيه إثبات الصورة لله تعالى، وإضافة الصورة إلى الله ليست من إضافة الخلق إلى الله بل هي من قبيل إضافة الصفة للذات؛ لأن ما يضاف إلى الله إما معان: كالعلم والقدرة، أو أعيان للتشريف وهي مخلوقة له: كبيت الله، وناقة الله. أماصورته فهي من صفاته لايمكن أن يكون شيء من ذلك مخلوقاً (شرح الطحاوية/١٢٣).