للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليس في حمل الحديث على ظاهره ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور كما أطلقنا تسمية ذات ونفس لا كالذات والنفوس (إبطال التأويلات ١/ ٨١)، وقد قال أحمد رحمه الله تعالى: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه (المسائل ١/ ٣٥٧) وانظر: (٣٥٦ - ٣٥٨).

وقد تولى شيخ الإسلام الرد على من تأول الصورة رداً مقنعاً عن علم بإتصاف وذكر أن عود الضمير إلىغير الله تعالى باطل، وتأويل الصورة بالصفة يجعلهم يقعون في المحذور الذي فروا منه؛ ذلك أن كون الإنسان على صورة الله تعالى التي هي صفته فيه نوع من المشابهة، وحمله على ظاهره أولى فمن المعلوم أن الشيئين المخلوقين يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما وقدر ذواتهما، والاضافة تتنوع دلالتها بحسب المضاف إليه. وذكر أنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد على الله تعالى. (شرح التوحيد ٢/ ٦٧ - ٩٨ نقله عن: نقض التأسيس ٣/ ٢٧٣ - ٢٨٥).

٦٨٠ - (٣٣٦) حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أن الناس قالوا يارسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها ـ شك إبراهيم ـ فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم. فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا فيَتبعونه، ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم ... } الحديث. وفي لفظ {وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك وهذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ... } الحديث رواه البخاري باللفظين، ومسلم باللفظ الثاني مع اختلاف يسير، ورواه الترمذي وليس فيه ذكر الصورة، وفيه بعد جمع الناس: {ثم يطلع عليهم رب العالمين} ومرة أخرى: {ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك} وذكر الرؤية في أثنائه، وقال: {فإنكم لاتضارون في رؤيته في تلك الساعة، ثم يتوارى ثم يطلع فيعرفهم نفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني}.

٦٨١ - (٣٣٧) حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

وأوله نحو حديث أبي هريرة من ذكر المحاورة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه حين سألوه عن رؤية الله يوم القيامة ثم قال: {إذا كان يوم القيامة أذَّن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>