ومنهم من قواها: قال ابن معين: يقول أصحاب الحديث: ثقة فيما يروي عن أبيه، وقال ابن راهوية: عمرو عن أبيه عن جده مثل أيوب عن نافع عن ابن عمر. وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق ابن راهوية، وابن عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديثه عن أبيه عن جده ما تركه أحد من المسلمين، وقال البخاري: من الناس بعدهم.
وأثبت سماع شعيب من جده: أحمد بن صالح، وابن المديني، وأبو بكر النيسابوري، وابن طاهر المقدسي، وقال أحمد: أراه سمع منه، وأثبته البخاري، والترمذي، والدارقطني وذكر أنه إذا بيّن اسمه فهو صحيح ولم يترك حديثه أحد من الأئمة. وصحح ذلك العلائي. ومال إليه الزيلعي، واستشهد بما ورد من تصريحه بالسماع، كما اختاره المزي، واختار النووي: الاحتجاج بروايته عن أبيه عن جده. كما اختار ذلك ابن تيمية وذكر أن أئمة الاسلام وجمهور العلماء يحتجون به إذا صح النقل إلى عمرو؛ فإنها إذا كانت نسخة مكتوبة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا أوكد لها وأدل على صحتها.
ومنهم من اختلف قوله فيها: كابن المديني فقد روى عنه يعقوب بن شيبة: سمع أبوه شعيب من جده عبد الله بن عمرو، وفي رواية: ما روى عن أبيه عن جده كتاب وجده فهو ضعيف. وابن معين فقد جاء عنه القولان وفسر ابن حجر ذلك بأنه شهد له أن أحاديثه صحاح غير أنه لم يسمعها، وصح سماعه لبعضها فغاية الباقي أن يكون وجادة صحيحة.
وقال أحمد: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديثه عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه. وفسره الذهبي في السّير: بأنهم يترددون في الاحتجاج به لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي، وقال في المغني: مختلف فيه، وحديثه حسن وفوق الحسن، وفي من تكلم فيه: صدوق في نفسه لايظهر تضعيفه بحال، وحديثه قوي لكن لم يخرجا له في الصحيحين فأجاد. وقال في الميزان: ثبت سماع شعيب من جده وهو الذي رباه حتى قيل: إن محمداً مات في حياة أبيه عبد الله فكفل شعيبا جده فلا ينكر له السماع منه وقد سمع من معاوية وقد مات قبل عبد الله بسنوات، وفي السّير: استبعد أن يقول البخاري: ؛ فمن الناس بعدهم ثم لايحتج بعمرو أصلاً ولا متابعة. وترجح عنده أن شعيباً صحب جده وحمل عنه، وأن نسخة عمرو عن أبيه عن جده من أقسام الصحيح الذي لانزاع فيه من أجل الوجادة ومن أجل المناكير فينبغي أن يُتأمل حديثه ويتحايد ما جاء عنه منكراً ويروى ما عداه وقال: ما علمت أحداً تركه.
وقال ابن حجر في التهذيب: ضعفه ناس مطلقاً ووثقه الجمهور، وضعّف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب، ومن ضعفه مطلقاً فمحمول على روايته عن أبيه عن جده، وهو ربما دلس ما في الصحيفة بلفظ عن فإذا صرح بالتحديث فلاريب في صحتها، وأبوه صرح بسماعه من عبد الله في أماكن وصح سماعه منه لكنه سمع بعضها والباقي صحيفة. وذكره ابن حجر في الثانية من مراتب المدلسين، وهو من تدليس الصيغ على القول بأنه وجدها في كتاب فرواها بالعنعنة والله أعلم.
وقال ابن حجر: صدوق، من الخامسة، مات سنة ١١٨ هـ (ر ٤).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (٩/ ١٢٠ - ١٢٢)، سؤالات محمد لعلي بن المديني (١٠٤)، سؤالات أبي داود لأحمد (١٧٥، ٢٣٠، ٢٣١)، العلل لأحمد (١/ ٢٤٤، ٢٤٥)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (٩٤)، بحر