للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤) عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. قال الأوزاعي: ما رأيت قرشياً أكمل منه، وفي رواية: أفضل منه.

مختلف فيه، وقد كثر الكلام حول روايته عن أبيه عن جده:

فقد ضعفه بعضهم مطلقاً:

قال ابن عيينة: غيره خير منه، وقال: حديثه عند الناس فيه شيء. وقال أيوب: كنت إذا جئت إليه أغطي رأسي حياءً من الناس، وقال أيوب لليث بن أبي سليم: إياك وعمرو بن شعيب فإنه صاحب كتب. وقال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لايعاب عليهما إلا أنهما كان لايسمعان بشيء إلا حدثا به. وكان إسماعيل بن علية لايرضاه وقال أحمد ذُكر له حديثه في كتابة الحديث، فقال إسماعيل: أعوذ بالله من الكذب، وقال أحمد: كان يذهب مذهب البصريين في منع الكتابة، وقد روى عن عمرو بن شعيب. وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه عنه الثقات فيذاكر به، وقيل لأبي داود: حجة، قال: ولا نصف حجة.

ووثقه آخرون إما مطلقاً، أو فيما يرويه عن غير أبيه:

قال ابن المديني: عمرو عندنا ثقة، وكتابه صحيح، وقال: ما روى عنه أيوب وابن جريج فذلك كله صحيح. وقال يعقوب بن شيبة: ما رأيت أحداً من أصحابنا ممن ينظر في الحديث، وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئا وحديثه عندهم صحيح، وهو عندهم ثقة ثبت، وماروى الثقات عنه فصحيح. وقال البخاري: رأيت أحمد وعليا والحميدي وإسحاق يحتجون بحديثه. وقال أبو زرعة: هو ثقة في نفسه، وما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه عن جده من المنكر. وقال صالح جزرة، والعجلي، والنسائي،

وأبو جعفر الدارمي: ثقة، ورجع ابن حبان في آخر قوليه إلى عَدّه في الثقات، وقال ابن عدي: هو في نفسه ثقة.

ومنهم من اختلف فيه قوله:

فأحمد قد سبق نقل البخاري أنه يحتج بحديثه، وفي رواية أنه قال: له أشياء مناكير، إنما نكتب حديثه نعتبره فأما أن يكون حجة فلا، وقد سأله أبو داود: يحتج بحديث عمرو ما كان عن غير أبيه؟ قال: ما أدري، وفي رواية: أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه شيء. كما اختلف فيه قول يحيى بن سعيد فقال: حديثه واه، وفي رواية: إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به. وقال ابن معين في رواية: ثقة، وقال: ما أقول روى عنه الأئمة، وقال: يكتب حديثه وهو أحب إلىّ من بهز عن أبيه عن جده، وقال في رواية: ليس بذاك.

أما روايته عن أبيه عن جده فمن العلماء من ضعفها: كمغيرة بن مقسم، وابن عدي، وابن حبان. وذكروا في سبب ضعفها أمرين:

أولهما: أنه إذا كان يريد بجده محمداً فهو مرسل لأنه لا صحبة له، وإن كان أراد عبد الله فمنقطع لأن شعيباً لم يلقه.

وثانيهما: انها من كتاب وجده. وقال أبو زرعة: إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده، إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها وعامة المناكير تروى عنه إنما هي عن الضعفاء. وأنه روى مناكير كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>