إرشاده صلى الله عليه وسلم من مرض من أصحابه أن يرقي نفسه:
١٠ - (٦) ثبت فيه حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي:
أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: {ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل ـ سبع مرات ـ: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر} رواه مسلم، ورواه أبو داود، والترمذي وعندهما قوله: "وبي وجع قد كاد يهلكني." وقوله صلى الله عليه وسلم: {امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد}، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
ورواه ابن ماجه وعنده: " ففعلت ذلك فشفاني الله".
وفي الباب:
١١ - حديث أنس رضي الله عنه:
قوله لثابت البناني: إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي، وقل: {بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا} ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وتراً فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حدثني بذلك. رواه الترمذي.
التخريج:
م: كتاب السلام: باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (١٤/ ١٨٩)، وفي نسخة (الأبي ٦/ ٢ كتاب الطب).
د: كتاب الطب: باب كيف الرقى (٤/ ١١)
ت: كتاب الطب: باب ٢٩ (٤/ ٤٠٨) وفيه حديث عثمان: قال حسن صحيح.
كتاب الدعوات: باب في الرقية إذا اشتكى (٥/ ٥٧٤) وفيه حديث أنس وقال: " حسن غريب من هذا الوجه ". وصححه الألباني في (صحيح ت/٣/ ١٨٤)، وانظر (السلسلة الصحيحة ٣/ ٢٥٧).
جه: كتاب الطب: باب ماعَوَّذ به النبي صلى الله عليه وسلم، وما عُوِّذ به (٢/ ١١٦٤).
شرح غريبه:
ما أجد وأحاذر: تعوذ من وجع ومكروه هو فيه، ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف؛ فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف (مجمع بحار الأنوار ١/ ٤٧٥).
الفوائد:
(١) استحباب وضع اليد على موضع الألم، والإتيان بالدعاء المذكور (شرح النووي ١٤/ ١٨٩).
(٢) جواز شكاية ما بالإنسان على سبيل الإخبار بالواقع من غير ضجر ولا تبرم (الفتوحات الربانية ... ٤/ ٦٠).
(٣) فيه دليل واضح على أن صفات الله غير مخلوقة؛ لأن الاستعاذة لاتكون بمخلوق.
(٤) في الأحاديث مشروعية الرقية، وأن الرقى تدفع البلاء ويكشفه الله بها، وهي من أقوى المعالجة لمن صحبه اليقين الصحيح والتوفيق الصريح (التمهيد ٢٣/ ٢٩).